| |

كتاب الإنسان والمقدس لـ روجيه كايوا

حول الكتاب
لا يزال كتاب “الإنسان والمقدّس”، على تقادم عهده، يحظى بأهمية مميَّزة، لا لأنه يشكل “الجذر الأساسي” للعديد من أعمال “روجيه كايوا” (Roger Caillois) وحسب، بل لأن هذا الكتاب الذي تتقاطع فيه مسالك الفلسفة والأدب والسياسة وعلم الإجتماع يشكل أيضاً نقطة تحوّل في تاريخ الفكر الإجتماعي الفرنسي.
لقد عكف فيه “كايوا” على إستطلاع دلالات المقدّس عبر مقارنة جريئة بين المجتمعات البدائية والمجتمعات المتطوّرة، بدافع من رغبة عريقة تحدوه إلى “دراسة الإنفعالات الغامضة والملحّة” التي تسطو على قلب الإنسان، فتبهره وتأسره وتمنيه بالقلق والإضطراب، وهي عين ما أسماه في موضع لاحق: “الدوافع العميقة للحياة الجماعية”.

وإذا كان هذا الكتاب، في بعض ما ورد من فصوله إستعادة لمحاضرات ومقالات سابقة، فقد عرض له المؤلّف أكثر من مرة بالشرح والإضافة والتعديل، حتى إذا تحقق من صعوبة إحتواء موضوع المقدّس أعلن عدوله عن خوض غماره والإكتفاء بإستخراج ما تيسّر من قواعده العامة، بيد أن ذلك لم يمنعه من إخضاع رهاناته السابقة للنقد، لافتاً إلى ما كانت عليه أفكاره من سذاجة وغلوّ و”كبرياء تحسم بخفّة أخطر المسائل” وما صارت إليه بعد ذاك من تؤدة وتجرّد لا يشينهما التماس العزاء في “خصب اللاوافي”.

لقد أشار “كايوا” إلى تنازعه بين ضرورتين هما: “إعادة المقدّس إلى المجتمع فاعلاً، ملحّاً… وإنتاج تفسير علمي، هادئ وصحيح”، فما تراها تكون طبيعة الرهان الكامن وراء نزعة التفعيل هذه؟ بل ما هو المقدّس الذي يرمي الكاتب إلى تفعيله؟.

نبذة الناشر:
الإنسان والمقدس هو أحد المؤلّفات الرائدة والشهيرة في علم الاجتماع الفرنسي. هو نصّ مؤسّس، بالرغم من أنّ صاحبه لم يقطع مع الإنجازات السابقة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا: إنه ينطلق مما وصلت إليه المدرسة الدوركهايمية، وخصوصاً من أبحاث مارسيل موس، فيقارنها بأبحاث كبار أعلام السوسيولوجيا الألمان والإنجليز والأميركيين.
الإنسان والمقدس كتاب يجمع بين الفلسفة وعلم الاجتماع. إنه دراسة مبتكرة، ومرجع معرفي استثنائي، حول المقدّس الذي “يهب الحياة ويسلبها، في آن، والينبوع الذي تتدفّق منه والمصبّ الذي تضيع فيه”.

ويجدر الإشارة أن مؤلف هذا الكتاب روجيه كايوا هو عالم أنثروبولوجيا وسوسيولوجيا وناقد أدبي وعضو في الأكاديمية الفرنسية.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *