السوريالية في عيون المرايا – إعداد وترجمة: أمين صالح
السوريالية في عيون المرايا
إعداد وترجمة: أمين صالح
ملف الكتاب:حمل من هنا
إعداد وترجمة: أمين صالح
الناشر: دار الفارابي – دار الفراشة للطباعة والنشر
الطبعة: 2010
336 صفحة
ملف الكتاب:حمل من هنا
السوريالية ظاهرة ديناميكية، لا سكونية أو مستقرة، وهي وسيلة تحرر شامل للفكر، للعقل، من خلال سبر اللاوعي، واللامرئي، تسعى السوريالية إلى تحرير القوى اللاشعورية المكبوتة أو المجهولة في الإنسان، وتعمل على توسيع حدود الوعي والمعرفة.
السوريالية، من ضمن تعريفاتها العديدة، طريقة إدراك لحقائق لا يمكن إدراكها بالمنطق أو العقل، ناظرةً إلى الإنسان في وحدة كاملة بين الوعي واللاعوي، بين المرئي واللامرئي؛ إنها تؤكد على وحدة المتناقضات، التواصل مع الكون، الإنفتاح على المجهول وعلى الماوراء، الإحساس بوجود اللامتناهي والتوق إلى المطلق.
لقد أرادت السوريالية تقديم رؤية للواقع بأعين جديدة ومتدهشة، ساعين إلى تجاوز التناقضات وإكتشاف وحدة عاطفية بين عالمي الواقع وما فوق الواقع، إنها تعبّر، فلسفياً، عن تصوّر جديد للعالم، باحثةً عن إمتلاك سر الكون، عبر المعرفة الفلسفية والشعرية، تسعى إلى دراسة الطبيعة البشرية من خلال وسائط ووسائل متعددة بها تحاول بلوغ الهدف الأقصى والأسمى للإنسان: التحرر الكامل.
هي في أعمق معانيها، أسلوب حياة، لذلك رفض السورياليون التعريف بحركتهم بوصفها مدرسة فنية جديدة، أو أسلوباً فنياً محضاً، ساعين إلى تجديدها بإعتبارها طريقة للمعرفة، وسيلة لإستقصاء وتحري الواقع؛ الغاية تتخطى الأدب لتشمل مجمل أشكال الثقافة والمعرفة، وتوظيفها من أجل تقديم رؤية جديدة وثورية للعالم.
السوريالية ترسّخت في الحياة، بوصفها قوة محرّرة، وأوضحت جزءاً من جودنا، لقد خلقت حساسية لا تزال مستمرة في الوجود، بشكل أو بآخر، في كل الأشكال الفنية، في كل أوجه الحياة، في كل فعالية إنسانية، هذه الحساسية التي تتصل بطرائق معينة في رؤية الواقع في إدراك الفن والحياة.
السوريالية التي يقول عنها هنري ميلر أنها “تنفذ إلى كل ركن، وكل زاوية في العالم” لتؤثر في الحواس والمشاعر؛ ثمة إهتمام نقدي واسع في الأوساط الأدبية والفكرية العالمية، بالحركة السوريالية، بمعطياتها وأطروحاتها، بدأ هذا الإهتمام منذ الستينيات ولم يفتر حماسه بعد.
هناك العديد من البحوث والدراسات والتأملات والجدل بشأن السوريالية وما حققته من إنجازات، ومثل هذا الإهتمام بدلّ على قدرة السوريالية على تجاوز الأشكال والطرائق المتعاقبة، المتغيّرة، من الكتابة والميول النقدية.
وفي هذا الكتاب محاولة لتقديم صورة بانورامية إلى القارئ العربي، من خلالها يتعرّف عن قرب بالحركة السوريالية في مجمل مصادرها وأشكالها وتقنياتها ومعطياتها.