السيدة دالاوي _ فرجينيا وولف
المؤلف: فرجينيا وولف
ترجمة:عطا عبد الوهاب
الناشر:المؤسسة العربية للدراسات والنشر
الطبعة الثانية 1998
الرابط: حمل من هنا
كتبت فرجينيا وولف (1882-1941) تسع روايات ظهرت بين 1915 و1941. وكانت رواية “السيدة دالاوي” التي نقدم لها رابع رواية تظهر لنا. وقد نشرت سنة 1925. ينحصر زمن الرواية بيوم واحد فقط من زمن حياة كلاريسا دالاوي، الزوجة العصرية لأحد أعضاء البرلمان، لكنه زمن يتشعب إلى أيام ماضية تتوقف فيها الذكريات.
وبهذا قطعت الكاتبة صلتها بالشكل التقليدي لكتابة الرواية الانلكيزية، إذ أخذ يجري عرض الأحداث ورسم الشخوص لا بطريقة التصوير المباشر بل عن طريق الانطباعات التي تحدث، الذكريات التي تمر، في عقل الشخصية الأولى في الرواية وفي عقول الشخصيات الأخرى. الرئيسية منها والثانوية، في ذلك اليوم الواحد الذي كانت السيدة “دالاوي” ستقيم فيه حفلة كبرى. يتميز هذا الأسلوب الجديد بظهور ما يسمى بتيار الوعي، أو تداعي الذاكرة، ويفوق في أهميته تيار السرد النظامي للعالم الخارجي وما فيه والذي كان يطبع الأسلوب التقليدي.
هذا الكتاب رواية مشهورة، لكاتبة إنكليزية من أعظم كتاب النصف الأولى من هذا القرن. وروايتها هذه بالذات أحد أسباب شهرتها وقيمتها في عالم الأدب، إذ إن المؤلفة بروايتها “السيدة دالاواي” ساهمت في تأسيس طريقة جديدة في الكتابة الروائية تتعدى السرد التقليدي-وهي التي عرفت بتيار الوعي. وهي طريقة تعتمد التداعي الحر وترابط الحاضر والماضي، وتداخل الوعي والحلم، مع شاعرية تستمر في نبضها ووهجها من البداية حتى النهاية. والمؤلفة بطريقتها هذه تنساب بالقارئ الى دواخل كل شخصية، وتجعله يشاطر الضحية ذكراياتها واحاسيسها وردود فعلها الآنية ورؤاها، بحيث يرى ابطال الرواية في النهاية من زوايا لا يتيحها السرد التقليدي. وقد كان في “تيار الوعي” الذي ابدعت فيه فرجينيا وولف إضافة أساسية كبرى الى أساليب الفن الروائي في القرن العشرين. ومن هنا أهمية هذه الرواية.