| |

كتاب المصطنع والاصطناع لـ جان بوديار

حول الكتاب
لا شك أن “بودريار” يندرج في مصاف أكثر مفكري ما بعد الحداثة تأثيراً في القرن العشرين، بنظرياته السوسيولوجية والدلالية، في منحى نقدي بلا حدود ولا رجاء، تبقى أطروحته “نظام الأشياء” (1968) النقد الأكثر حدة للخطاب الإستهلاكي لما بعد الحرب العالمية الثانية، فإنطلاقاً من حماية أيار 68 ومقدماتها، وعلى ضوء روح فكرية مطعمة بالوجودية السارترية والهيدغرية، ومنها بالماركسية السائدة حينها في فرنسا والماوية منها خصوصاً عالج بودريار، مداورة لحد ما، نمط الإستهلاك في باكورة أعماله الصادرة عن أطروحته للدكتوراه.
يشكل “نظام الأشياء” معلماً في إطلالة “بودريار” الفكرية على فكر ما بعد الحداثة، يبدو الكتاب من الوهلة الأولى بسيطاً، فهو وصف لمنزل برجوازي نموذجي، بأثاثه، ولا سيما المرايا والخشب والإنارة و… وهو يعني بدقة الترتيب ونوعية الأثاث، ليستخلص حقيقة أن المجتمع “تبرجز” في أسطورة الإستهلاك المفرط إلى حد إقتناء ما ليست هناك حاجة إليه، وتميز مؤلفه بأسلوب غزير ماركسي وأسطوري، على شيء من التحليل النفسي، وما يعكس تأثير جاك لاكان (Jacques Lacan) الرائج حينها.

وإذا كان القسم الأول من الكتاب يوجه النقد لحالة إنكفاء الناس، أو بالأحرى القطيعة مع جوهر العمل وعلاقته بموضوعاته، فقسمه الثاني يحلل “النظام الإجتماعي – الأيديولوجي للإستهلاك وموضوعاته”، وفي هذا يعتبر أن “مواضيع الإستهلاك صارت اليوم أكثر تعقيداً من سلوك الناس المتعلق بها”.

نبذة الناشر:
لم يعد التجريدُ، اليوم، تجريدَ خريطةٍ أو نسخة أو مرآة أو مفهوم، ولم يعد الاصطناعُ اصطناعَ إقليمٍ أو كائن مرجعي أو مادةٍ ما. لقد أصبح التجريدُ توليداً، بالنماذج، لواقعٍ بلا أصل وبلا واقع: واقعٍ فوق-واقعي. الإقليم لا يسبق الخريطةَ، ولا يستمر بعدها. اليومَ، صارت الخريطةُ تسبق الإقليم، صارت هي التي تنشئه.
مع الانتقال إلى فضاء لم يعد مجاله مجالَ الواقع أو الحقيقة، ينفتح عصرُ الاصطناع على تصفية كلّ النظم المرجعية…لقد غدا ما هو فوق-واقعي بمنأى عن كل تمييز بين الواقعي والخيالي، ولا يترك مجالاً لغير التكرار المداري للنماذج ولغير التوليد المصطنع للفوارق.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *