كتاب أسوار – رواية لـ محمد البساطي
كتاب أسوار – رواية اللغة : العربية دار النشر : دار أخبار اليوم سنة النشر : 2008 عدد الصفحات : 112 نوع الملف : مصور |
كانوا يصرفون له تعييناً مميزاً: قطعتي لحم بدلاً من واحدة، وحلوى وعلبة سجائر… لا أحد يصدر إليه الأوامر بعمل ما هو من تلقاء نفسه يبحث عن المقطف ويمضي به في الساحة. عادة، قبل إختفائه بيومين، يظهر واحد أو إثنان آخران، يقفان متجاورين في الطرف بعيداً عن زحمة المساجين. البيت ميري، في بلوك من أربعة متجاورين. كان لأبي من قبل، هو أيضاً من بنى برج الحمام، وعشّه فراخ فوق السطح. أترك إطعام الدواجن لإمرأتي، وأطعم الحمام بنفسي. يسمح لي ذلك بالنظر إلى مبنى السجن، يبدو مختلفاً عما أراه حين أكون في داخله، وكأنني ألمح شيئاً عابراً من نافذة قطار”. سرديات وقوافل ذكريات لحارس في معتقل إختزنت أعماقه من الأحزان ما يكفي لإضفاء طابع الكآبة والحزن على تلك المناخات الروائية. يخلف ذلك الحارس والده في ذاك العملا الذي تلاحق صاحبه بعد تقاعده آفة الضياع العقلي، فهاهو والده وبعد أن أحيل على التقاعد يصاب بآفة الخبل كما صاحباه من قبله.”
وجاء يوم أصابه الخبل… لحق بإثنين آخرين من الحراس المتقاعدين أيام قليلة بعد رحيلهم، وظهر الخبل على واحد من المتقاعدين الجدد “.يتناول الروائي قصة ذاك الحارس بشيء من الإسترسال الإنساني العذب ليكشف من خلال منولوج داخلي الآفات التي تعجم بها المعتقلات التي تدفن داخل أسوارها وبين جدرانها مأساة المعتقلين والحراس على السواء.
نبذة الناشر:
كان خبلهم ودوداً، غير خطر، تعتريهم نوبات من المرح الصاخب. فيندفعون ولا ينتبهون إلى ما حولهم. ساروا يوماً وراء امرأة زميل لهم كان أصغر منهم سناً ولا يزال في الخدمة. كانت في طريقها إلى بيت جارة في البلوك نفسه، تلبس جلباب بيت ضيقاً يبرز مؤخرتها الثقيلة. راحوا خلفها يحاكون مشيتها. مد واحد منهم يديه يوقف رجرجة المؤخرة، وتبعه الآخران. المرأة صرخت وهم صرخوا. خلعت فردة الشبشب وسعت لضربهم. وقفوا ساكتين ينظرون إليها. أمسك زوجها يدها المرفوعة، وقد جاء جرياً على صراخها، وزعق: حاتضربي مين يا بنت الكلب. سحبها بعنف من ذراعها وسط دهشة الواقفين، وكانوا على ما يبدو يتوقعون منه غير ذلك.