|

كتاب أشياء للذكرى وقصص أخرى لـ محمد عبد الحليم عبد الله

حول الكتاب
انتقلت الأصوات الصاخبة إلى داخل القطار بعد أن ركب أصحابها ولم يبق على المحطة إلا جمع قليل، متبعثر، متفرق، كان أفراده في وداع بعض المسافرين العاديين، وقفت في النافذة لألقي نظرة على الأرض البعيدة فرأيت آثار الحفر بادية قبل خط الأفق وتذكرت أنني تركت شيئين اثنين حيث كنا نعمل ولا أمل في رجوعهما أبدا، بعض ملابسي عند الأم لعلها نسيت أن تحضرها، وبعض علاقات لي مع الفتاة نسيتها أو أغضبتها.
وكنت أسائل نفسي وبصري يرف على الأرض المختلفة الألوان: هل سأراهم ثانياً؟ وحضرتني صورة البحار الذي ترك قلبه على الميناء وأقلع، لكنني رأيتها فجأة تحت نافذتي، إنها الفتاة، كانت تجري كالقطة البيضاء لتدركني قبل أن أسافر، وخطفت منها والقطار يتحرك ورقة ملفوفة، وكانت فيها ملابسي مغسولة، وأزهار من التمر حنة، وعلى البعد بين الوجوه والأيدي أضاءت ابتسامات ذاهلة مخلصة.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *