|

كتاب الآنسة ك – رواية لـ مصطفى أمين

حول الكتاب
وأخرج عادل قداحته، وأمسكها فى يده، وأشعلها، دون أن يشعل سيجارة وفوجئ. بالأميرة فضيلة تبتسم وتفتح حقيبتها، وتخرج منها قداحة صغيرة مرصعة بالماس، وعلبة سجائر ذهبية، وتضع سيجارة فى فمها، ثم تشعل القداحة.. ولا تشعل السيجارة!.. وجن عادل علاء الدين، إن الأميرة الجميلة تتكلم بلغته! كأنها ترد تحيته! كأنها تقول إن الشعلة التى خرجت من القداحة مست قلبها الشاب. وأشعلته أيضا!.. وعاد عادل يخرج الولاعة ويشعلها! وعادت الأميرة تشعل ولاعتها فى الهواء!..، وهنا أسرع زوجها محسن باشا معروف وأشعل قداحته، وأشعل سيجارة الأميرة، ونفخت الاميرة دخان سيجارتها ناحية عادل وابتسمت..
وعجب عادل أن شبكته اصطادت صاحبة السمو الملكى بغير مجهود! وأن إشارة القداحة التى اراد أن يوجهها إلى صديقاته زينب وفاطمة وأميرة وعصمت وإلهام، ضلت الطريق واستقرت على المائدة التى تجلس فيها الأميرة مع زوجها وبعض الأمراء والأميرات!.. ولم يصدق عادل عينيه! لابد أنه يحلم! غير معقول أن تقع أجمل أميرة فى مصر فى شباكه بهذه السرعة المذهلة!.. ومرر عادل أصابعه فوق شعره الأسود وقد شرد فى عالم الأحلام.
وفوجئ بالأميرة الفاتنة، ترفع يدها وتتحسس بأصابعها خصلة من شعرها الجميل، واتسعت الابتسامة فوق شفتيها. وخيل لعادل أن وجه الأميرة يحمر، كأن لهيب القداحة امتد إلى صدرها وإلى كتفيها ثم إلى عنقها، وتضاعف جمالها فى عينيه. بدت أشبه بالوردة الحمراء الناضرة المتفتحة التى تغرى يده أن تتقدم ليقطفها، ويشمها، ويضمها إلى صدره!
لقد رأى الاميرة فى حفلات مختلفة عشرات المرات. ولم يرها بكل هذه الحلاوة. كان يراها تشبه الوردة، وزوجها ولقبها الملكى أشبه بالشوك الذى يحيط بالوردة، وكان الشوك يخيفه أكثر مما كان سحرها يشجعه. ولم يلاحظ فى كل هذه المناسبات أنه استلفت نظر الاميرة، أو أنها أحست بوجوده. ولم يجرؤ مرة أن يلفت نظرها. أو يغازلها. أو حتى يبتسم فى وجهها. ولكنه الليلة أحس بشعور غريب، بشجاعة جديدة. بأنه يرغب فى أن يضم اسم الاميرة الجميلة إلى قائمة محظياته وجواريه!

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *