|

كتاب الزلزال – رواية لـ الطاهر وطار

حول الكتاب
“يا بو الأرواح. يا بو الأرواح. فتح بصره. أطفال المدينة كلهم يتجمعون عند مدخلي الجسر. ابن باديس أيضاً معهم، يبغون أرضي يريدون انتزاع أرضي مني. لا. لا. اذهبوا إلى أوروبا. اتركوا هذه المدينة. هاجروا إلى عنابة وسكيكدة ووهران، فهناك المعامل الضخمة، وهناك الأرض المنبسطة. هاجروا، هنا ستزلزل، سيدي راشد سيزلزلها. لقد اتفقت معه على ذلك. اذهبوا لن أعطيكم أرضي، سأسجلها لعمار والطاهر وعبد القادر والرزق شرط أن لا يحوزوها إلا بعد موت، وأن لا يبيعوها لغير بو الأرواح. الحرارة. الاختناق. المادة السائلة. اللون الداكن. الطرق على الجسر، على الباب. من هناك؟ من هناك؟ سارة! أنت لم تموتي لأنك عاقر. يوم تموتين، تنتهين مرة واحدة. تدفنين مع الرغبة والشوق والدكن. لنقتله قبل أن نتبنّاه. لنقتله مسلماً، ولنقتله يهودياً، ولنقتله نصرانياً. اخنقي روحه الأولى، وسأخنق باقي أرواحه. لا تأثمي يا سارة، كم أثم بنو قومك، فالبيت بيت الله، والله يريد مصلى لجميع الشعوب. افتحي النوافذ ولا تقفي خلفها. كل شيء لله، والله يعطيه لعباده الصالحين. عودي يا سارة عودي. آه. لا أنت في الأخدود ولا أنت في الأخدود ولا أنت في الجسر، أنت خارج الزلزال يا سارة، لأنك وبني قومك ارتكبتم الخطأ. احتقرتم التاريخ. خرجتم وتركتم الأشراف وحدهم. وستظلون تخرجون وتخلفون الأشراف وحدهم. تموتون يوم تموت الرغبة فيكم، وتزلزلون يوم تولد الرغبة فيكم. محكوم عليك، وعلى قومك، وعلى الاستعمار، وعلى الأشراف يا سارة. يا بو الأرواح إنهم يقتربون. كانوا يقتربون فعلاً. كان جسر الهواء يمتلئ من جانبيه. البعض أطفال. البعض كبار. الشيخ بن باديس معهم. عيسى بو الأرواح معهم. إنهم يتقدمون، إنهم يتقدمون. الغناء يرتفع: الكلام المرصّع فقد المذاق. والحرف البراق ضيّع الحدة. النار تتقد. المادة السائلة تسيل. الدكن يطفى. أيتها البسكرية، يا ابنة عقبة بن نافع، أعيريني صرعك. خذي عني صرعك. ابكيني قبل أن أقذف بنفسي من أعلى الجسر. ابكي على كل “أبو الأرواح”. 

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *