تأليف:فرانسواز ساغان
ترجمة/تحقيق: معن عاقل
الطبعة: الأولى 1999
الناشر: دار آرام للثقافة والكتب،سورية -دمشق
عدد الصفحات: 144
الحجم: 2.85 م.ب
من مقدمة الكتاب:
“…كانت بول تتأمل وجهها في المرآة، وتتفحص الإخفاقات المتراكمة عليه طوال تسعة وثلاثين عاما، إخفاقا إثر إخفاق، دون أن يخالجها أي أثر للخوف أو النكد المألوفين في هذه الحال، إنما بهدوء يكاد لا يلحظ. كما لو أن البشرة الباردة التي تشدها بين اصبعيها أحيانأ، لتستوضح تغضنأ وتبرز ظلا، إنما هي لشخص آخر، لبول أخرى منشغلة بشغف بجمالها، وهي تعبر بصعوبة من طور الصبية اليانعة إلى طور المرأة الناضجة : امرأة تتعرف عليها بمشقة. لقد جلست أمام هذ٥ المرآة لتقتل الوقت ، جعلتها هذه الفكرة تبتسم، لتكتشف أن الوقت هو الذي يقتلها على نار هادئة وبرفق، وهو يهاجم هذا المحيا الذي تعلم بأنه كان محبوبا…”
تحميل هذا الكتاب مجانا
عن المؤلف:
فرانسواز ساغان
( 1935 – 2004 )
ولدت فرانسواز ساغان واسمها الحقيقي فرانسواز كواريز في عائلة محافظة ميسورة عام 1935 .. وحصلت على البكالوريا عام 1951 وعرفها العالم وهي لا تزال صبية في الثامنة عشرة من العمر حين أصدرت روايتها الأولى الشهيرة ( صباح الخير أيها الحزن ) عام 1954 والتي يقال أنها كتبتها في إثنين وثلاثين يوما فقط … أو بالأصح في اثنتين وثلاثين ليلة … فقد عرف عنها أنها كانت تقضي الليل كله في الكتابة . ورحب الناشر الكبير (جوليار) بهذه الرواية لكاتبة صغيرة ومغمورة حينها .. ولكنها لم تخيِّب ظنه في موهبتها الكبيرة… وقد ساندها وساعدها فيما بعد على نشر العديد من رواياتها .
وتوجت فرنسواز بعد هذه الرواية وهي في ذلك العمر المبكر من حياتها كأديبة كبيرة . وقيل أنها فجرت العقل الفرنسي، وهي التي عبرت، كفتاة مراهقة، عن أحاسيسها دون أي قيود في وجه الطبقة البرجوازية التي تنتمي إليها.
وبعد هذه الرواية التي تحولت للسينما فيما بعد ، تغيرت حياتها تماما إذ صارت مشهورة وتدفق المال بين يديها وانقلبت حياتها الهادئة رأسا على عقب . وأحاط بها الأصدقاء الكبار في السن يطلبون ودها ويقدمون لها ما تحتاجه من أموال ومن مساندة ودعم .
كتبت بعد ذلك روايتها (ابتسامة ما) التي لم تحظ بنفس شهرة الرواية الأولى .. واستمرت في الكتابة طوال حياتها ووصل عدد مؤلفاتها إلى أربعين كتابا بين رواية ومسرحية وقصة .
التزمت (فرانسواز) طوال حياتها تقريبا بالكتابة دون ان يقتلها الغرور في المهد… والتف حولها الأصدقاء، وصار لها أسلوب أدبي ونمط حياة مختلف بالكامل، وبقيت معروفة تحت ذلك الاسم الذي استعارته من مارسيل بروست وهو : فرنسواز ساجان.
كانت فرانسواز قد قرأت لكثير من الأدباء مثل ( بلزاك) و(بروست) كما قرأت لـ (راسين) وغيرهم … ثمَّ جاء دور الكتابة… فصارت كل عام تقريبا تنشر رواية لا مثيل لها…. من بين ما كتبته رواية إسمها (قصر في السويد) ونشرت (في شهر، في سنة) و (هل تحبون برامز) و (الفاتنة) و(وجه مفقود) و(نوبة الإستسلام) .. كما كتبت بعض الأعمال المسرحية