|

كتاب آراغون لـ برنار لوشربونييه

 
d74b8 711 1
كتاب آراغون

عنوان الكتاب: آراغون

 

المؤلف: برنار لوشربونييه 


المترجم : ولي الدين السعيدي


الناشر: منشورات وازرة الثقافة والإرشاد القومي – سوريا


الطبعة: 1979 م


عدد الصفحات: 339

حول الكتاب

إذا ما اتفق وطلبنا من كل واحد من قراء آراغون ونقاده، (وعلى غرار اللعبة التي كان يمارسها مع أصدقائه، حوالي عام 1920)، أن يعطي رأيه في تراثه، فلسوف يدهشنا بالتأكيد البون الشاسع الذي سيظهر بين الآراء، والذي لا يعزى إلى كون هذا التراث قد حكم عليه بعبارات جدالية غالبا أكثر منها أدبية فقط، بل لأن أسلوب كتابة هذا الروائي – الشاعر، بتعاظم مواهبه ((المهدورة)) غالبا (كما يقال)، عبر غزارة المجموعات الشعرية، والروايات، والأعمال النقدية، والاستقصاءات التاريخية، والتساؤلات الأخلاقية والسياسية… يمكن أن يصدم الصورة التي في أذهاننا عن الكاتب، ذلك الذي يشذب أعماله حتى مرحلة كمالها.
 ليس هنالك عمل كامل، بهذا المعنى، عند آراغون الذي ما فتئ يكتب مناقضا نفسه، منذ مرحلة الدادائية وحتى أكثر مؤلفاته حداثة؛ متجاوزا نفسه، أو لم يقل منذ عام 1924 : ((لتكن كل انطلاقة لفكري خطوة، لاخطا)) ؟ إنه منهج وديالكتيتكي لإنسان يتناقض باستمرار كيما يتقدم، وهو يذكرنا في استحالات عبقريته بعبقرية بيكاسو. فوحدة اعماله ذات طابع ديناميكي ؛ والتناقض هو مبدأ هذه الديناميكية. ولكن ما الذي ترمي إليه هذه السيرورة؟ إلى الحدود، أي إلى دفع حدود المستحيل دائما نحو الأبعد، إلى جعل ما هو مستحيل الآن ممكنا وجعل اللاواقع الحالي واقعا. ومن خلال هذا البحث الملح عن واقع متسع دائما، برهن آراغون على واقعيته، كما خلق الواقعي، ومن رواية ((آنيسيه Anicet)) إلى رواية ((الشيوعيون Les Communistes )) ومن ((مجنون إلزا Lo Fou dElsa)) إلى (( بلانش أو النسيان Blanch ou L’cubli))، كان يخدم قضية توسيع أفق الناس ذاتها، كما فعل جيروم كاردان، وآندريه بريتون، وبيكاسو. في تطويعهم ((لما لا يمكن تخيله)) وجعله بمثابة الحقيقة الرياضية، والشعرية التشكيلية.
 إنه تراث أدبي، بكل تأكيد، لكنه لا يتقدم إلا بنقضه لذاته؛ وتراث معنوي، لكنه لا يبلغ أهدافه إلا خارج مداه : ((كم هو مخجل أن يبلغ المرء حده، وأن يرضى بهذا الحد )) (الشعراء). تراث ينبغي النظر إليه ككل، آلة لصنع المستقبل، لا يستطيع الناقد ان يفككها ويكتشفها حقاً، إلا بالرجوع إلى المخططات الديالكتيكية التي تتحدد، من ناحية أخرى، في نصوص نظرية أو في مقدمات، وحتى فيما بين سطور النصوص الروائية والشعرية ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك، فلسوف تستخدم السريالية والماركسية باستمرار في هذه الدراسة، كمعايير لتحليل المؤلفات الأدبية : وذلك في جهد لإيضاح الانطلاقة الخلاقة، وعمل لفهم المؤثرات التي دفعت آراغون نحو بني جمالية وأخلاقية وأيديولوجية محددة، وأوحت إليه في الوقت نفسه، بإعادة بحثها وبعثها، وفتحها خارج حدودها الجامدة.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *