كتاب أدب التمرد – إرهاصات الثورة في أعمال أدباء مصر لـ سوزان شاندا
كتاب أدب التمرد – إرهاصات الثورة في أعمال أدباء مصر |
عنوان الكتاب: أدب التمرد – إرهاصات الثورة في أعمال أدباء مصر
المؤلف: سوزان شاندا
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة
الطبعة: الأولى 2014 م
عدد الصفحات: 200
حول الكتاب
عندما سافرت إلى مصر لأول مرة قبل سبعة عشر عاما، حزمت بين امتعتي ثلاثية نجيب محفوظ، مؤرخ بلاده والأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل حتى الآن؛ لذا أصبحت أعمال محفوظ من كلاسيكيات الأدب المصري منذ زمن طويل. وسواء كنت اتحدث مع نادل في الأقصر أو مع طالبات في الإسكندرية أو مع سائقي سيارات الأجرة في القاهرة أو مع ربات البيوت، فالجميع يعرفون محفوظا، إلا أن أغلبهم لم يروا سوى الأفلام المأخوذة عن رواياته، ولم يقرءوا إلا القليل من كتبه. ورغم ذلك كان محفوظ أكثر الكتاب المصريين شعبية على الإطلاق، بل كان بمنزلة الأيقونة. ثم ساءت الحال بالنسبة للأدباء الذين خلفوه؛ إذ لم يلحظ وجودهم سوى النخبة المثقفة فحسب.الأمر الذي دام حتى حلول الألفية الجديدة؛ عندئذ تبدلت الحال كلها فجأة، حين أصبحت رواية علاء الأسواني ((عمارة يعقوبيان)) حديث المدينة، حتى إن الشباب الجالسين في أحد المقاهي نصحوني بقراءتها مرددين الكلمات التالية : ((عندما تقرئينها ستفهمين مصر.)) ثم صدر كتاب خالد الخميسي ((تاكسي)) ليصبح بدوره الأكثر بيعا. وعنه يقول رجل شاب لم يمسك في يده بكتاب من قبل طواعية : ((إنه كتاب سهل القراءة ويبعث على المتعة، كما انه يتناول حياتي ويتحدث بلغتي.)) وفي السنوات التالية ظللت أستكشف روايات أخرى؛ كي أغوص معها في فلك ثرى لعالم يبدو لي غريبا ومالوفا في الوقت نفسه، فيه أرى مصر وأسمعها وأشعر بها تنبض وتئن وتشكو، بل وتضحك أحيانا. أثناء القراءة أعايش كيفية لمس الفساد والنفاق وإساءة استخدام السلطة في الحياة اليومية للأناس البسطاء، من مدرسات وامهات وحراس عقارات وسائقي سيارات الأجرة؛ عندئذ اتعجب من إمكانية صدور مثل هذه الكتب دون الخضوع للرقابة. ومنذ سنوات وأنا ألتقي هؤلاء الأدباء والأدبيات، بدءا من منصورة عز الدين، مرورا بنوال السعدواي، وصولا إلى مجدي الشافعي. وهم يحكون لي عن إحباطهم ويأسهم ويصفون كذلك استراتيجياتهم في المقاومة لينتهي الحديث بالنقد الصريح لمبارك وشلته. وعندما انفجر غضب الملايين المكبوت في يناير عام 2011 لتندلع المظاهرات بأعداد غفيرة غير مسبوقة، تذكرت هذه الروايات وتلك الحوارات، ثم اتضح لي أن مصر كانت على شفا الانفجار منذ فترة طويلة؛ فالأدباء لم يتنبئوا بذلك، بل تفاجئوا به هم انفسهم، إلا أن أدبهم أشار إليه مثلما يفعل جهاز استشعار ما قبل الزلازل. يهدف هذا الكتاب إلى إلقاء الضوء على الكثير من الانتفاضات الأدبية الصغيرة التي لمست الاستعداد للتمرد في ظل أزمات القراءة المتنامية.