كتاب أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948 – 1966 لـ غسان كنفاني
كتاب أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948 – 1966 |
عنوان الكتاب: أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948 – 1966
المؤلف: غسان كنفاني
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار منشورات الرمال
الطبعة: 2015 م
عدد الصفحات: 172
حول الكتاب
تفتقر هذه الدراسة إلى عنصر أساسي يتوقف عليه عادة جزء جوهري من نجاح البحث، وهو وفرة المصادر.لقد كانت محاولات تأريخ آداب المقاومة لدى شعب من الشعوب تتم عادة بعد التحرير، وذلك لأسباب بديهية لا داعي للدخول في تفاصيلها، ولكن بالنسبة لأدب المقاومة في فلسطين المحتلة فإن الضرورة تقتضي أن يكون القارئ العربي عموما، والنازح الفلسطيني خصوصا، على اطلاع مستمر عليها أنها – في الأساس- تتناوله بالذات وتخاطب فيه ما تخاطبه في عرب الأرض المحتلة، وتنطلق من حوافز هي بالذات حوافزه، وتتعامل دونما شك مع صلب قضيته.شعورا بمثل هذه الضرورة كان لا بد من التصدي لدراسة أدب المقاومة العربي في فلسطين، هذا الأدب الذي ظل مجهولا بالنسبة لنا طوال سنوات المنفى، بالرغم من أنه يشكل الجانب الأكثر إشراقا في كفاح الشعب المغلوب على أمره.إن تعقب الإنتاج الأدبي لعرب الأرض المحتلة هو عمل من أصعب الأعمال التي يمكن لباحث أن يتصدى لها، وهذه الإشارة ليست تبريرا لشيء ولكنها اعتذار عن أي تقصير.إن أي بحث من هذا النوع لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان الباحث في داخل حركة المقاومة ذاتها في الأرض المحتلة، يأخذ استشهاداته من المكان الذي تولد فيه وتعيش وتنتشر: شفاه الجماهير..ولما كان مثل هذا الموقع مستحيلا الآن، فإن النتيجة التي يمكن الاطمئنان إليها، بعد قراءة الصفحات اللاحقة، هي أن أدب المقاومة في الأرض المحتلة هو أكثر اتساعا وانتشارا وخصبا من الشواهد القليلة المسجلة ها هنا، والتي كانت قاعدة أساسية للبحث.إن هذه المقدمة تريد –أيضا- الإشارة إلى نقطة أخرى: ليس ثمة منهج أكاديمي في البحث، وقد يكون البحث مفتقرا إلى ((البرود الموضوعي)) الذي يعطي عادة أي موضوع نقدي قدرته على الإقناع..ولم يحدث هذا فقط لأننا طرف في مسألة المقاومة هذه، ولكن أيضا لأن الظروف الموضوعية التي ينمو فيها هذا الأدب داخل الأرض المحتلة هي ظروف شاذة ونادرة وغير خاضعة لأي مقياس.قد يكون البحث إذن مفتقرا إلى المنهج الأكاديمي، ولكنه حاول جهده أن يتمسك بأمرين جوهريين هما تذكره الدائم في معرض تقييمه لأدب المقاومة الظروف الخاضعة التي استولدته، وإيمانه الذي لا يتزعزع – وهو ((إيمان موضوعي)) في نهاية المطاف بقضية أدب المقاومة التي تستولد بالتالي التزامات ومهمات لا يمكن لهذا الأدب أن يكون إذا لم يكرسها يوميا وفي كل حرف.