كتاب أديان العالم لـ د.هوستن سميث

 

7f83f 1655عنوان الكتاب: أديان العالم

 

المؤلف: د.هوستن سميث


المترجم / المحقق: سعد رستم


الناشر: دار الجسور الثقافية


الطبعة: الثالثة 1428 هـ / 2007 م


عدد الصفحات: 592


حول الكتاب:

الواقع أن كتاب أديان العالم الذي بين أيدينا، يختلف – فما أعلم – عن أغلب ما ألف بالعربية حتى الآن او ترجم إليها من الكتب التي تحدثت عن أديان العالم ، من جهتين :
الجهة الأولى : أن أغلب ما كتب عن أديان العالم كتبه أشخاص غرباء عن تلك الأديان اطلعوا عليها من الخارج ورأوها من خلال ثقافتهم وفهموها من خلال خلفياتهم الذهنية فلم يروها كما هي حقيقة ، بل كما أرادوها أن تكون، كما لم يكونوا متحمسين في عرضها بل كثيرا ما تلمس لديهم روح التقليل من شأن كل ديانة وعرضها وكأنها خرافات تثير الضحك، فكان هناك حاجة لكتاب يعرض هذه الأديان المختلفة كما يراها أصحابها أنفسهم واستنادا لشرح أكبر علمائها لها، وهذا ما تميز به هذا الكتاب الذي درس فيه مؤلفه الأديان التي تعرض لشرحها دراسة معمقة جدية من مصادرها الأصلية، بل رحل إلى بلدانها واعتنقها ومارسها فترات زمنية معينة وتتلمذ على كبار رهبانها وعلمائها، ورجع في عرضه لكل دين إلى كتابات أساطين أحباره أو علمائه، ولا غرو فعلماء كل دين هم أفضل من يعبر عن محتواه تعبيرا صادقا صحيحا.
والجهة الثانية: أن هذا الكتاب خلافا لأغلب ما نشر عن أديان العالم بالعربية، لا يعالج كل دين معالجة سطحية تعتمد ذكر أهم أفكاره ومبادئه وكتبه المقدسة وفرقه المختلفة وأماكن انتشاره ونحو ذلك من معلومات وأرقام … وإنما يأخذ الدين مأخذ الجد، ويدخل بالقارئ مباشرة إلى اللب والجوهر، ويغوص به إلى عمق الدين فيوضح له – بحماس المؤمن – روح كل دين وزبدة عقائده وتعاليمه شارحا ومحللا مناهجه في هداية الروح والفرد والمجتمع ، شرح السالك له ، العارف بلبه وجوهره ومقصده، محللا ،استنادا لخبرة مؤلفه الطويلة كدكتور كبير في الفلسفة ومتبحر في علم النفس، الأبعاد الفلسفية وعلم – النفسية والاجتماعية لتعاليمه، ومفندا بعض الشبهات وسوء الفهم الذي قد يثار حول بعضها، وهو يفعل كل ذلك وكأنه من أخلص أتباع كل دين، ولا غرو فالمؤلف متدين راسخ الإيمان صوفي النزعة ، اعتنق، كما ذكرنا، بعض هذه الأديان ورحل إلى بلدانها وتتلمذ على كبار علمائها فمارسها واستفاد منها –ولا يزال يمارس بعض عباداتها يوميا – في سيره الحثيث – كما يقول – نحو الحقيقة النهائية المطلقة : الله تعالى.
 إنه، إذن كتاب ذو غرض ديني وهدف روحي في المرتبة الأولى، فلا يهدف إلى حشو ذهن القارئ بكمية إضافية من المعلومات الجديدة، أو تلبية فضوله وحب الاطلاع لديه، بل يهدف لتنوير فكر قارئه وزيادة الحكمة لديه ، وحفزه وإعانته في طريق سيره وكدحه إلى الله.. إنه يمنح قارئه أبعادا جديدة لبصيرته وفهمه لفلسفة الحياة والوجود، وأفكارا عميقة حول المشاكل الأساسية النفسية والاجتماعية في حياة البشر، وكيف يطرح كل دين حلوله لحل تلك المعضلات ليخلص الإنسان من مكامن الشقاء في نفسه، أو الاضطراب في مجتمعه، ويسير به نحو بر السعادة والطمأنينة والخلاص والسلام. وقد شرح المؤلف نفسه في توطئته التي عنونها ”نقطة الانطلاق”، منهجه في هذا الكتاب بأوضح بيان وبتفصيل تام ، مما يغنينا عن الإطالة في توضيحه هنا.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *