| | |

كتاب أقنعة الناصرية السبعة لـ الدكتور لويس عوض

حول الكتاب
رأيت أناسًا ينتفضون غضبًا إن سمعوا رجلًا يتوجع من مكروه أصابه في عهد عبد الناصر ويزمجرون غيظًا إن خدش أحد له طرفًا، كأن شخصه غدا مقدسًا له رهبوت الأنبياء، وهؤلاء لا يدركون أنهم رغم نبل مقصدهم وتأجج وطنيتهم وصدق إيمانهم بالشعب ينتهون في النهاية دون أن يعلموا بالدفاع عن صلاح نصر وليس عن عبد الناصر. وفي الطرف الآخر رأيت أناسًا لا يكفون عن الصراخ: وا ثأراه! وا ثأراه من هذا الذي دمر الكون وسمم ينابيع الحياة، وكأن عبد الناصر كان الشيطان مجسدًا مشى على أرض مصر فأجدبت الحقول واختنقت الأجنة في بطون الأمهات. وهم بهذا لا يدركون أنهم يهدرون كفاح أمة في سبيل الحرية والحياة، وإن كان قد خاب المسعى فهو ليس وحده المسئول، وإنما هم الذين وطدوا له فيما أخطأ وعوقوا سبيله كلما أصاب. وهم بهذا لا يعلمون أنهم يضعون آلامهم الخاصة فوق آلام أمتهم ويقيسون كل شيء بمقياس الأنا والذات. وأخطر ما في هذا الموقف أو ذاك أنه يركز أبصارنا على الماضي ويمنعنا من مواجهة حاضرنا ومستقبلنا مواجهة الرجال الراشدين.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *