كتاب إصطياد الشمس – مسرحية لـ بيتر شافر
كتاب إصطياد الشمس – مسرحيةالمؤلف : بيتر شافر اللغة : العربية دار النشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنة النشر : 1972 عدد الصفحات : 217 نوع الملف : مصور |
وصفها بيتر شافر في حواراته مع محرر مجلة «تمثيليات وممثلون» أنها مسرح ملحمي، يغطي شافر حوادث المسرحية بطريقة بريخت في العرض السردي أي إننا منذ بداية الحدث ننتقل مع الأحداث حدثاً حدثاً في سلسلة من المشاهد المتعددة السريعة فلا وحدة لزمان أو مكان بل تمر بنا الأيام شهراً بعد شهر، وننتقل مع الجيش الغازي من الساحل وعبر الجبال من أقصى الامبراطورية إلى أقصاها، وهو في ذلك يلجأ إلى كثير من الحيل المسرحية التي كان بريخت أول من أدخلها إلى المسرح الغربي- كاستعمال التمثيل الصامت ،ولكن بيتر شافر أضاف أشياء إلى الحرفة المسرحية ما كانت تخطر لبريخت على بال وذلك قد يرجع إلى ثلاثة أسباب أولها أن بريخت أساساً كان ملتزماً بالواقعية فحد ذلك من انطلاق خياله، بينما ترك شافر لخياله العنان، وقد يكون السبب الثاني أن بيتر شافر تأثر بالفن السينمائي الذي لم يكن قد وصل إلى الكثير إبان تكوين بريخت الفني كما أنه تأثر بالمسرح الذي نعرفه باسم (اللامعقول) وهو مسرح يعتمد أساساً على الصورة المرئية وقدرتها على التعبير أكثر من اعتماده على الكلمة رغم أن حكاية المسرحية «غزو البيرو» ليست إلا الحكاية التي من خلالها يعالج المؤلف موضوعات كثيرة تتشابك وتنمو الواحدة إلى جانب الأخرى خلال النص المسرحي، هناك أولاً موضوع مقابلة حضارة بحضارة- حضارة الغازي وحضارة البلد الذي احتله، كانت بيرو امبراطورية شاسعة ذات حضارة بكل ما تعنيه هذه الكلمة وعلى الرغم من الشكل الملحمي للمسرحية فإن هذا الموضوع يوجد عنصراً من أهم عناصر المأساة الكلاسيكية .. هو الصراع النفسي المتوفر في النص..
الكاتب في هذه المسرحية بالذات استعمل إمكانات الموسيقا والرقص والغناء ولم يفته أن يعتني بالكلمة ، فأسلوبه في المسرحية غني بالصور الشعرية غير المألوفة وذلك بصورة تلفت النظر، إنه مثلاً يصف الموسيقا بالبرودة ويقول إن الشمس «تسرح فوق مراعيها» وكأنها دابة ترعى.. شافر يستغل كل ما يمكن استغلاله للتعبير عن موضوعاته العديدة والأسلوب واحد من وسائل التعبير ، إنه يستعمله استعمال الشاعر على الرغم من عدم التزامه بوزن أو بقافية.