كتاب ابن النفيس واتجاهات الطب العربي العلمية لـ د.بركات محمد مراد
كتاب ابن النفيس واتجاهات الطب العربي العلمية |
عنوان الكتاب: ابن النفيس واتجاهات الطب العربي العلمية
المؤلف: د.بركات محمد مراد
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: كتب عربية
الطبعة: غير موجودة
عدد الصفحات: 50
حول الكتاب
هذه معالجة فلسفية لعبقرية علمية من العبقريات والإسلامية التي يزخر بها التراث الإسلامي والعربي، ونفخر بها أيضا، ونسوقها لا من باب الفخر والإعجاب، وإن حق لنا هذا، ولكن من طريق الوعي بالذات الإسلامية، تلك الذات الفكرية والحضارية الغائبة عنا، في محاولة لاستردادها ثانية، بالوقوف على خصائصها المميزة واستكناه مبادئها ومنطلقاتها الذاتية. وهذا لا يتم – في نظرنا – إلا بدراسة تلك العبقريات العلمية والفلسفية، ودراسة منجزاتها في مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية.وسيتضح لنا بالبرهان والدليل، أن أصالة تلك العبقريات عامة في تفوقها ونبوغها في مختلف العلوم والفنون والآداب يعود في المقام الأول إلى اهتمامها بـ . “المنهج” قبل استغراقها في الموضوع أو “المادة العلمية”.فنجد كثيرا من هذه العبقريات العلمية والفلسفية مثل الرازي وجابر بن حيان وابن سينا والبيروني وكذلك ابن النفيس، يتفوقون في كثير من العلوم الطبيعية، بل ويحققون فيها الريادة والسبق، ويتوصلون إلى كثير من الاكتشافات العلمية والفكرية، باهتمامهم باستخدام المنهج العلمي في مختلف علوم الطبيعة كالفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيات والطب والصيدلة والتشريح.وعلى الرغم من عدم تأليفهم كتبا بذاتها تتحدث عن المنهج وخطواته، كما يؤلف فلاسفة العلم والمناطقة المحدثون، إلا أننا نجد مبادئ وأصول منهج البحث العلمي مبثوثة ومنثورة في ثنايا مؤلفاتهم ورسائلهم، يستخلصها الباحث المتفحص بأقل مجهود، كاهتمامهم بالملاحظة العلمية الدقيقة، وتعويلهم على المشاهدة والوقائع المحسوسة وافتراضهم الفروض العلمية والتحقق منها تجريبيا بتجارب يصنعونها أو يقومون بإجرائها على الطير والحيوان، مما يخول للمرء الحق في اعتبارهم رواد منهج البحث العلمي، قبل هؤلاء الأوروبيين بكثير من القرون، وبتمسكهم بهذا النهج العلمي أمكنهم الوصول على كثير من الاكتشافات والحقائق العلمية التي يفتخر بها الغرب في العصر الحديث بالتوصل إليها.وفي هذه الدراسة نعرض في الجزء الأول منها لجانب واحد من اهتمامات المسلمين العلمية وهو علم الطب، مقدمين له بمقدمة تاريخية موجزة، لتأثر الأطباء المسلمين بالتراث الإنساني الطبي خاصة منه اليوناني، فقد انتقلت بعض النظريات الطبية اليونانية إلى المسلمين وحدثت لبعضها تعديلات بفضل استخدامهم لبعض مبادئ منهج البحث العلمي التي توصلوا إليها مستعرضين في أثناء ذلك بعض الإنجازات الطبية كاكتشافهم لكثير من الأمراض وتشخصيهم لبعض العلل تشخيصا علميا دقيقا، وإسهامهم في تقديم علاجات وقائية وشفائية حققت لهم كثيرا من السبق والريادة في هذا المجال.وسنقصر بحثنا على بعض الأطباء المعاصرين لابن النفيس أو السابقين عليه من المسلمين كالرازي وابن سينا والمجوسي، هؤلاء الأطباء الذين كان لهم تأثير بشكل أو بآخر على فكر ابن النفيس وممارسته الطبية، فقد اقتفى أثر الرازي في التجريب والتعويل على الملاحظات الإكلينيكية، كما أعجب بقانون ابن سينا وجعله دستورا للطب يدرسه لتلاميذه ويضع عليه الشروح والتفسيرات والتلخيصات، كما يضع عدة مؤلفات طبية تتصل من قريب أو بعيد بهؤلاء المفكرين الأطباء. ثم نجعل مدار الجزء الثاني من البحث حول تطور علم التشريح، ذلك العلم الذي ساهم فيه ابن النفيس بمجهود علمي كبير، بعد أن نستعرض حياته ونتعرف على أساتذته ومؤلفاتهوفي نهاية البحث نحاول أن نقيم الدليل من خلال استعراض النصوص على فرضية واحدة هي توصل العالم المسلم ابن النفيس إلى اكتشاف من هذه الاكتشافات العلمية التي يفخر عصرنا الحديث بالوصول إليها وهو اكتشافه ”للدورة الدموية” تلك الوظيفة المهمة من وظائف الجسد البشري والتي ينسب اكتشافها في العصر الحديث إلى (هارفي) وبعض الأطباء المحدثين.