الفلسفة | ابن رشد | الفكر | فكر إسلامي
كتاب ابن رشد وفلسفته لـ فرح أنطون
كتاب ابن رشد وفلسفته المؤلف : فرح أنطون اللغة : العربية دار النشر : دار الفارابي سنة النشر : 1988 عدد الصفحات : 350 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
الكتاب من تأليف فرح انطون صاحب مجلة “الجامعة” التي كان يصدرها من الإسكندرية حرر فيها سلسلة مقالات عن فلسفة ابن رشد ثم جمعها في كتاب نشره عام 1902 بعنوان “ابن رشد وفلسفته” وكانت الغاية منه الدعوة إلى فصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية في الشرق على النحو الذي تم فيه هذا الفصل في الغرب، وقد واجهت هذه الدعوة اعتراضات عنيفة من الشيخ رشيد رضا صاحب مجلة “المنار” وأزره في هذا الهجوم الشيخ محمد عبده وقد رد فرح أنطون على هذه الإعتراضات.
والجدير بالتنويه ها هنا أن ما حدث من حوار حاد بين فرح أنطون من جهة ورشيد رضا ومحمد عبده من جهة أخرى ليس بمعزل عما يحدث الآن من حوارات حادة بين العلمانيين وافسلاميين في شأن مشروعية الفصل بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية أو بين الدين والسياسة على حد التعبير الشائع الآن.
ويمكن دراسة الكتاب المعني في ضوء ثلاثة محاور ينطوي عليها هذا الأخير بصيغة عضوية متماسكة. المحور الأول يتمثل بـ “إهداء الكتاب”، في حين يبرز المحور الثاني عبر متن الكتاب. أما المحور الثالث فيفصح عن نفسه في صيغة “ردود الأستاذ” الواردة في آخر المؤلف. بيد أنه من الممكن أيضاً ضمن رؤية شمولية، بنية ووظيفة، أن نرى في تلك المحاور، مجتمعة، إشكالية واحدة، هي إشكالية التمكين للفكر العقلي العلماني، الفلسفي والسوسيولوجي، في البنية الذهبية العربية، وما يوازيها ويخترقها من بنيات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وجدير بالانتباه إلى أن كتاب “ابن رشد وفلسفته” ينطوي على همّ تراثي مؤرق يتمثل بالإجابة عن قضية التراث الفلسفي العقلي والمادي العربي والموقف المعاصر منه. هذا الهم نجده هنا مكتسباً صيغ تلك المحاور الثلاثة معاً، وكذلك صيغة تلك الإشكالية العامة، فيبرز بمثابته محاولة إجابة عن التساؤل التالي: ما الأهمية التي يمتلكها تراثنا الفكري عموماً والفلسفي الرشدي بصورة خاصة، بالنسبة إلينا في مرحلتنا المعاصرة؟
إن البحث في ابن رشد لم يأت على يد فرح أنطون من قبيل الإمتاع الذهني بإحدى حلقات التطور الفلسفي العربي الإسلامي، وإنما أريد له أن يكون مدخلاً إلى الإشكالية المنوه بها والتي عاشها المفكر المنور حتى عمقها. بل أريد له، كذلك، أن يكون في صميم متن تلك الأخيرة، وفي ناتجها أيضاً. وقد يصح القول بأن لجوء أنطون إلى ابن رشد ليمر عبره إلى محمد عبده ورشيد رضا، أصبح من ضرورات الموقف، الذي أخذ إخفاقه ينيخ بكلكله على رؤوس المفكرين المنورين. ذلك لأن الكشف عن مسوغات لحل إشكالية النهوض، على النحو المأتي عليه آنفاً في التراث العربي، من شأنه أن يقود إلى التشكيك في أسس المرحلة المدعوة إلى إنهاضها.
والجدير بالتنويه ها هنا أن ما حدث من حوار حاد بين فرح أنطون من جهة ورشيد رضا ومحمد عبده من جهة أخرى ليس بمعزل عما يحدث الآن من حوارات حادة بين العلمانيين وافسلاميين في شأن مشروعية الفصل بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية أو بين الدين والسياسة على حد التعبير الشائع الآن.
ويمكن دراسة الكتاب المعني في ضوء ثلاثة محاور ينطوي عليها هذا الأخير بصيغة عضوية متماسكة. المحور الأول يتمثل بـ “إهداء الكتاب”، في حين يبرز المحور الثاني عبر متن الكتاب. أما المحور الثالث فيفصح عن نفسه في صيغة “ردود الأستاذ” الواردة في آخر المؤلف. بيد أنه من الممكن أيضاً ضمن رؤية شمولية، بنية ووظيفة، أن نرى في تلك المحاور، مجتمعة، إشكالية واحدة، هي إشكالية التمكين للفكر العقلي العلماني، الفلسفي والسوسيولوجي، في البنية الذهبية العربية، وما يوازيها ويخترقها من بنيات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وجدير بالانتباه إلى أن كتاب “ابن رشد وفلسفته” ينطوي على همّ تراثي مؤرق يتمثل بالإجابة عن قضية التراث الفلسفي العقلي والمادي العربي والموقف المعاصر منه. هذا الهم نجده هنا مكتسباً صيغ تلك المحاور الثلاثة معاً، وكذلك صيغة تلك الإشكالية العامة، فيبرز بمثابته محاولة إجابة عن التساؤل التالي: ما الأهمية التي يمتلكها تراثنا الفكري عموماً والفلسفي الرشدي بصورة خاصة، بالنسبة إلينا في مرحلتنا المعاصرة؟
إن البحث في ابن رشد لم يأت على يد فرح أنطون من قبيل الإمتاع الذهني بإحدى حلقات التطور الفلسفي العربي الإسلامي، وإنما أريد له أن يكون مدخلاً إلى الإشكالية المنوه بها والتي عاشها المفكر المنور حتى عمقها. بل أريد له، كذلك، أن يكون في صميم متن تلك الأخيرة، وفي ناتجها أيضاً. وقد يصح القول بأن لجوء أنطون إلى ابن رشد ليمر عبره إلى محمد عبده ورشيد رضا، أصبح من ضرورات الموقف، الذي أخذ إخفاقه ينيخ بكلكله على رؤوس المفكرين المنورين. ذلك لأن الكشف عن مسوغات لحل إشكالية النهوض، على النحو المأتي عليه آنفاً في التراث العربي، من شأنه أن يقود إلى التشكيك في أسس المرحلة المدعوة إلى إنهاضها.