كتاب ابن زيدون لـ الدكتور شوقي ضيف

حول الكتاب

ولد أحمد بن عبد الله بن زيدون بقرطبة سنة 394 هـ / 1003 م في بيت من بيوت أعيانها وفقهائها، فأبوه فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين وجده لأمه صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم، وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه والقضاء. 

فهو من بيت حسب ونسب وكان أبوه ثريا صاحب أموال وضياع، ويقول المؤرخون عنه إنه توفي بإلبيرة، بالقرب من غرناطة في توجهه إليها لتفقد بعض ضياعه. وحمل إلى قرطبة فدفن فيها. ونظن ظنا أن ابن زيدون لزم صديق أبيه أبي العباس بن ذكوان وأفاد من علمه وفقهه، فقد كان عالم قرطبة الأول في عصره وامتدت حياته بعد أبيه إلى سنة 413 للهجرة. وهو غير أبي بكر بن ذكوان قاضي أبي الحزم جهور الذي رثاه ابن زيدون… ومن أساتذته المهمين أبو بكر مسلم بن أحمد وكان نحويا أديبا متقدما في علم العربية واللغو ورواية الشعر وكتب الأدب، وكان لتلاميذه كالأب الشفيق والأخ الشقيق متلطفا في ذلك فأعجب به ابن زيدون، وعكف على درسه ومحاضراته.

 ومما لا شك فيه أن عقل ابن زيدون ليس من صنع هؤلاء الثلاثة وحدهم، بل هو من صنع قرطبة وجامعتها الكبيرة، وما كان يلقى فيها من الدروس وضروب التعاليم، إذ كان يختلف كغيره من شباب عصره إلى العلماء والأدباء هناك فينهل من معارفهم وثقافاتهم ويأخذ من آدابهم وعلومهم ما يشحذ به فكره ويصقل به لسانه.