| | |

كتاب الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي لـ أكمل الدين إحسان أوغلي

وصف الكتاب

كتاب الأتراك في مصر وتراثهم الثقافي تأليف الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي ترجمة صالح سعداوي.

تمثل العلاقات التركية المصرية – التي ترجع على القرن التاسع الميلادي – واحدا من مجالات البحث الأكثر جدارة بالاهتمام في تاريخ في تاريخ منطقتنا وفي تاريخ العالم. وهذا التاريخ الذي يتضمن موضوعات جد متباينة في الثقافة والفنون والعلوم والتعليم واللغة والفكر والسياحة والتجارة والإدارة والعلاقات الإقليمية إنما يؤكد في الوقت نفسه أهمية الروابط التاريخية الراسخة بين الشعبين التركي والعربي. فالأتراك والعرب يدينون بدين واحد ويتقاسمون تراثا ثقافيا واحدا، على عاتقهما أدوارا مركزية في بناء الحضارة الإسلامية، وكان لهما إسهامهما الواضح في صياغة القيم الإنسانية المشتركة.

 وفي إطار هذا التاريخ العريق تتبوأ العلاقات التركية المصرية مكانة متميزة. فقد عاش هذان الشعبان جنبا إلى جنب سنوات طوال، وكأن القدر قد جمعهما على مصير واحد، وتنفسوا جوا دينيا وفكريا واحدا، وتقاسموا قيم حضارة واحدة، وكافحوا من أجل نفس القيم الإنسانية الرفيعة. وكانت مصر تتمتع خلال عهود الذروة في قوة الدولة العثمانية بوضع خاص دون سائر الإيالات العثمانية؛ وبرزت بينها بتراث ثري في مجالات العلم والثقافة والفنون والتعليم. وقد استطاعت الرابطة بين القاهرة وإستانبول أن تواصل بقاءها حتى أوائل القرن العشرين. فقد نرى بين عالم يدرس في القاهرة أو مؤلف لكتاب في إستانبول ظهور خط متصل يتجاوز الزمان والمكان، وهذا الخط قد ربط برباط وثيق بين الشعبين. وكشف أيضا عن أهمية كبيرة في حاضر العلاقات بين المجتمعين التركي والمصري.

وكما أكرر القول كثيرا يجب علينا أن نضع حدا لكتابة تاريخ علاقاتنا بعقول مشتتة ونظرات وأفكار انفصمت عن بعضها البعض. بل إن علينا أن نعيد معا كتابة تاريخنا المشترك، فأقدارنا على مدى التاريخ لم تكن منفصمة، ولا أراها سوف تكون كذلك في المستقبل. إن القضية الأهم عندنا هي أن نعيد قراءة أنفسنا وحضارتنا بشعور ولغة يرقيان إلى مستوى قيمنا الرفيعة. وعلينا أن ننقل تاريخنا إلى الأجيال الصاعدة على أنه جوهر وأساس يبنى عليه شعور مشترك ولغة مشتركة.

وهذا الكتاب الذي الفه العالم الجليل الأستاذ الدكتور أكمل إحسان أوغلى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي هو الدراسة الأولى التي تتناول بالتفصيل هذا التاريخ، وهو يركز على العلاقات التركية المصرية، ويتحدث عن التطورات التي وقعت في عهد محمد علي باشا وعهد أسرته بوجه خاص، ويكشف بشكل لافت عن ذلك الدور الذي لعبته اللغة التركية وثقافتها في ظهور مصر الحديثة. وهذه الدراسة التي تعد الأولى في هذا المجال تبين لنا بوضوح إلى أي مدى يرتبط مصير تركيا بمصير مصر، وإلى أي مدى يرتبط مصير إستانبول بمصير القاهرة.                                                 رجب طيب أردوغان

 

كتب ذات صلة

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *