كتاب الأدب الإسلامي – انسانيته وعالميته |
عنوان الكتاب: الأدب الإسلامي – انسانيته وعالميته
المؤلف: الدكتور عدنان علي رضا النحوي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار النحوي للنشر والتوزيع
الطبعة: الثانية 1407 هـ / 1987 م
عدد الصفحات: 361
حجم الكتاب : 15.4 ميغا
هذا الكتاب
أما أدب الإسلام فهو كلمة حق وصدق ودعوة، وهو ومضة التفاعل بين الفكر والعاطفة في الفطرة السوية، حين تدفع الموهبة هذه الومضة إشراقة موضوع فني مع عناصره الفنية الأخرى، ليهب كل عنصر قدرا من الجمال، ليشارك الأدب عندئذ الأمة في تحقيق أهدافها الإيمانية، المرحلية والثابتة، وليجول من أجل ذلك في آفاق الكون، وأغوار النفس، ويطوف بين الدنيا والآخرة، وليساهم في عمارة الأرض وبناء حضارة إيمانية طاهرة، وحياة إنسانية نظيفة، وهو يخضع في ذلك كله لمنهاج الله الحق – قرآنا وسنة.إنه يلمس جوانب الحياة لمسة الطهر والنقاء ويطرق أبوابها طرق القوة والثبات، ويجول في شتى نواحيها جولات الحق واليقين. ينظر إلى الأزاهير والورود فيرى الخلق يتجدد، حتى يخشع وينيب، ويسبح ويتوب، وغيره يرى لهو المتعة فيمضي ويستكبر. يرى المرأة، فيرى طهر جمالها، وجمال طهرها، وأنس عشرتها، وأمن سكنها، حتى يحمد ويشكر. أما غيره فيرى الجنس الملوث بالأوحال، والشهوة المدماة بالجريمة، والرغبة القاتلة للفطرة.يرى أهله وأقرباءه، وصحبه وجيرانه، فإذا هم قربى ورحم، وبر وإحسان. ويرى في غيره عصبية مريضة، وكبرا مميتا، وفسادا وتقطيعا. يرى أرضه وداره فإذا هي منبت خير، وحمى عقيدة، وميدان جهاد، وتاريخ أمة، وروابط إيمان، فيهلها ماله وروحه في سبيل الله. ويرى غيره الوطن منبت مصالح، وحمى تجارة، وميدان لهو، فإن وهبه شيئا وهبه في سبيل الشيطان.لذلك لا يستطيع الأدب أن يأخذ بعده الإنساني الكامل إلا إذا حافظ على خصائصه الإيمانية، وانطلق من فطرة سوية. فإذا انحرفت الفطرة عن الإيمان انحرف العطاء والكلمة والأدب. ومهما حاول أن يطرق الأدب عندئذ من قضايا إنسانية بعيدا عن نور الإيمان، فإن المحاولة لن تزيد عن طلاء خفيف، وزخرف وغرور.