كتاب الإسلاميون والعلمانيون من الحوار إلى الحرب |
عنوان الكتاب: الإسلاميون والعلمانيون من الحوار إلى الحرب
المؤلف: ممدوح الشيخ
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار البيارق
الطبعة: الأولى 1420 هـ / 1999 م
عدد الصفحات: 128
حجم الكتاب : 2.37 ميغا
حول الكتاب
كان فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب عام 1988 حدثا جديرا برد الفعل الصاخب الذي صاحبه من المهنئين والمهاجمين على السواء، لأنه كان تدشينا لعملية غسيل مخ قد تكون الأكبر في التاريخ وتستهدف استكمال تغريب العقل العربي الذي يمثل قلب العالم الإسلامي بعد أن أمكن اختراقه على مدى سنوات سابقة والحصول على موطئ أقدام عديدة على أرضه وتجنيد الكثير من أبنائه ليكونوا عملاء محليين يستطيعون ((تسويق)) البضاعة الفكرية والتفاهم بلغة ((الزبائن)) الذين تقف بينهم وبين البائع الحقيقي حواجز عقائدية وتاريخية وسياسية ونفسية عديدة يستحيل القفز عليها ويصعب المراهنة على إمكان زوالها بشكل تلقائي.ولا يمكن أن يقبل عاقل التفسير المسموم الذي يقدم لتبرير كل الكوارث الفكرية التي تصب في نهر الثقافة العربية، من الملوثات ما يكفي لتدمير مناعة أي أمة وإصابتها بالإيدز العقائدي والثقافي، فكما أدى الاستعمال المتعسف بل الطائش لمفهوم الحرية لظهور الإيدز فمن المحتم أن يؤدي ما يحدث إلى ما هو أفدح على مستوى الفكر.ورغم أنني أكتب من موقع المنتمي إلا أن شيئا آخر يشغلني فيما يحدث وهو ما دفعني للكتابة وخصوصا أنني استشرفت عندما أثيرت ضجة حول فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل – استشرفت مستقبلا الواقع الثقافي والسياسي المقبل على استقطاب إسلامي / علماني وسوف تكون البداية من هذه الشهادة التي كانت مقدمة لكتاب هام صدر عام 1989 هو كتاب ((الحقيقة الغائبة – محفوظ نوبل)) للكاتب الإسلامي الصديق وائل عزيز وهذه أول سطورها.((… مما تقدم نستطيع أن نقول بغير تعسف أو لي لأعناق الحقائق وبضمير مطمئن أن تهمة العمالة ثابتة وأن أدلتها ساطعة كالشمس ولهذا فنحن نطالب بـ .. )).كان من الممكن أن نبدأ بهذا المنطق ولكن إيماننا الذي لا يتزعزع بأننا نكتب من أجل الإنسان يفرض علينا احترام ملكة العقل التي يستطيع بها القارئ، وبدون وصاية من أحد أن يصل إلى الحكم الأصوب ليس فقط فيما أثير من شبهات وما تطاير من أحكام طائشة حول الجائز والفائز ولكن في كل قضية نعرض لها.ربما لا يعجب بعض القراء هذا الأسلوب ولكننا مقتنعون بأننا لا نعمل لإصدار حكم الإدانة أو منح صك البراءة وثقتنا في قدرة القارئ ليست المبرر الوحيد لنهج هذا الأسلوب ولكنه اقتناعنا بأن الفكر ليس عليه تقديم حلول جاهزة للمشاكل القائمة وإنما عليه نقل التناقضات الموجودة في الواقع إلى وعي الجماهير.وكان ختامها: ((فاز نجيب فاشتعلت المعارك !!! ولكنها للأسف معارك لا نصيب لنا منها الغبار والجلبة فرغم كثرة الأسئلة التي يطرحها الفوز على جميع الأطراف إلا أن رد الفعل ((مظاهراتي)) إلى حد بعيد فرغم تمحور الحوار حول عدة نقاط أهمها فيما أرى رواية ((أولاد حارتنا)) وموقف الإسلام منها إلا أن أحدا لم يحاول انتهاز الفرصة لإزالة الغموض المحيط بالأمر – على الأقل في أذهان العامة بعمل دراسة وافية عن الضوابط الشرعية للإبداع وعلى الجانب الآخر المعسكر العلماني يطنطن بالحديث عن محاكم التفتيش وغيرها من أسلحة الإرهاب الفكري التي يجيدون استخدامها.