الفكر | أنا ماري شمل | الفلسفة | فكر إسلامي
كتاب الإسلام وعجائب المخلوقات : مملكة الحيوان لـ آنماري شيمل
كتاب الإسلام وعجائب المخلوقات : مملكة الحيوان |
عنوان الكتاب: الإسلام وعجائب المخلوقات : مملكة الحيوا
المؤلف: آنماري شيمل
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي
الطبعة: لندن 1424 هـ / 2003 م
عدد الصفحات: 57
حجم الكتاب : 5.72 ميغا
حول الكتاب
هل لي أن أضرب ما أحب من الأمثلة،مثلما اتخذ الله من البعوض مثلا للحياة؟هكذا كتب الشاعر الألماني جوته في West-Ostlicher Divan أو ”الديوان الشرقي للمؤلف الغربي”، ديوان شعره الذي استوحاه من الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي (ت 794 هـ / 1391 م) ومن الثقافة الإسلامية عامة، يشير جوته إلى الآية الكريمة (( إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها… )) (سورة البقرة، الآية 26).ينم هذا المثال عما اشتمل عليه القرآن الكريم من إشارات شتى إلى مكانة الحيوان، الذي يكثر ذكره بأساليب متنوعة. وللحيوان أهميته في التراث الإسلامي، قال الله تعالى (( … ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)) … (سورة هود، الآية 56). حيث يتعلم البشر أن كل الكائنات تذكر الله وتقر بقدرته. ولهذا ليس من المستغرب أن يكون للحيوان دور بالغ الأهمية في كل جوانب الثقافة الإسلامية، وفي حالات كثيرة استوعبت الثقافة الإسلامية من العصر الجاهلي أفكارا وعادات تتعلق بالحيوان بعد أن هذبتها وارتقت بها.كل من يعنى بدراسة اللغة العربية يعرف أن حيوانات مهمة مثل الأسد والجواد – بل ما هو أصغر حجما، مثل الهر – لها أسماء كثيرة مختلفة، ونحن نعرف قصة الأعرابي الذي عثر على هرة، كائن لم يره من قبل قط، وسعى إلى بيعها في الأسواق كتحفة نادرة، وعندما وجد أن كل من يصادفه يطلق على الهرة اسما مختلفا قر في نفسه أنها كنز ثمين، وسرعان ما خاب أمله عندما وجدها لا تساوي مثقال ذرة، وعبر عن خيبته قائلا: ” ما أكثر أسماءك وما أقل جدواك !”.لا ينبغي ان يغيب عن بالنا أن أسماء الحيوان كثيرا ما تطلق على أشخاص، مثل كلمة ”أسد” التي لها مرادفات كثيرة في اللغة العربية كالليث والغضنفر وغيرهما، وفي الفارسية “شير” وفي التركية ”أرسلان”، ولن نورد أسماء حيوانات أخرى، كان من العادات الشائعة لدى البدو أن يطلق على المولود اسم أول شيء تقع عليه العين بعد الولادة مباشرة؛ لذلك نصادف أسماء قد تبدو غريبة، مثل القنفذ وما أشبه، بل نجد في المصادر العربية القديمة أسماء حيوان أدنى شأنا من القنفذ أطلقت على أشخاص، وشاعت أسماء الطيور الضارية مثل ”الصقر” و” النسر” ونالت هذه الأسماء بوجه خاص إعجاب أتراك آسيا الوسطى، على سبيل المثال نصادف أسماء؛ سنقر وطوغان وتوقان. وقد تستخدم أسماء الحيوان كألقاب: على سبيل المثال إطلاق لقب ”أسد الله” على علي بن ابي طالب رضي الله عنه وترجم اللقب إلى الفارسية ”شير خدا” وإلى غيرها من اللغات. كذلك تطلق على شيوخ الصوفية ألقاب مماثلة، فيعرف عبد القادر الجيلاني بـ ”الباز الأشهب”، كما أطلق على لال شهباز قلندر (ت 672 هـ / 1274 م)، الهندي، لقب “الصقر الأحمر”.