| | | |

كتاب البروتوكولات واليهودية والصهيونية لـ عبد الوهاب المسيري

حول الكتاب
كلمة “بروتوكول” كلمة إنكليزية لها معان عدة، ولعل أقربها للمعنى المقصود في السياق الحالي هو “محاضر مؤتمر سياسي”. وبروتوكولات حكماء صهيون وثيقة يقال أنها كتبت عام 1897 في بازل في سويسرا، أي في العام نفسه الذي عقد فيه المؤتمر الصهيوني الأول. بل ويزعم البعض أن تيودور هرتزل تلاها على هذا المؤتمر، وأنها نوقشت فيه. بل ويذهب هؤلاء إلى التأكيد على أن المؤتمرات الصهيونية المختلفة إن هي إلا مؤتمرات حكماء صهيون وأن البروتوكولات هي محاضر أحد هذه المؤتمرات، وأن الهدف من المؤتمر السري الأساسي الأول الذي ضم حاخامات اليهود هو وضع خطة محكمة (بالتعاون مع الماسونيين الأحرار والليبراليين والعلمانيين والملحدين والجمهوريين والثوريين) لإقامة إمبراطورية عالمية تخضع لسلطان اليهود وتديرها حكومة عالمية يكون مقرها القدس (وإن جاء في أحد البروتوكولات أن مقرها هو أوروبا). وتقع البروتوكولات البالغ عددها أربعاً وعشرين بروتوكولاً في نحو مائة وخمسين صفحة في الأصل الروسي والإنجليزي.
هذا وقد أثيرت مؤخراً ضجة إعلامية حول كتيب بروتوكولات حكماء صهيون، بعد أن كانت انتفاضة الأقصى قد هدّأت من روعنا قليلاً وفتحت لنا كوة من النور في خندق الهزيمة، وابتعدت بنا عن “الحديث عن أذرع جيش الدفاع الإسرائيلي الطويلة التي بوسعها أن تصل إلى أي مكان”، وعن “قوة الصهيونية العالمية الأخطبوطية” وعن “سيطرة اليهود على الصحافة والإعلام والأموال وعلى العالم الغربي والشرقي والجنوبي والشمالي”.

وبعد أن بدأنا نتحدث عن التضحية والبذل والبطولات اليومية، ها نحن قد عدنا مرة أخرى إلى استخدام خطاب الهزيمة وإلى الحديث عن المؤامرة العالمية ضدنا وعن “الشياطين اليهود العباقرة”، وكأننا لم نحرز الانتصارات المتتالية عليهم.

وفي هذا الكتاب دراسة لما يسميه المؤلف “الفكر البروتوكولي التآمري”، مع التركيز على البروتوكولات كحالة محددة. وهو مكون من ثمانية فصول. يتناول أولها (أصل البروتوكولات والموضوعات الأساسية فيها)، ويبين الفصل الثاني “البروتوكولات واليهودية والعنف”، ويتحدث الفصل الرابع عن الصهيونية الاستعمارية الغربية، ويوضح الفصل السادس سيطرة اليهود على الإعلام ونفوذ اللوبي الصهيوني، أما الفصل السابع فهو يتناول قضية إخفاق الخطاب البروتوكولي من الناحية المعرفية والعلمية والأخلاقية، ويحتفي الفصل الثامن والأخير بالانتفاضة التي تحدّت تلك البروتوكولات بل وأثبتت حجم العدو الحقيقي، ليبدأ الحديث عن نهاية إسرائيل.

نبذة الناشر:
يرى الدكتور المسيري أن البروتوكولات وثيقة مزيَّفة، وذلك استناداً إلى بعض الحقائق التي نُشرت عن أصولها ومن خلال تحليل النص من الداخل. وهو يبيِّن في هذه الدراسة أن «الفكر البروتوكولي» التآمري فكر اختزالي، ليست له مقدرة تفسيرية ولا حتى تعبوية؛ لأن كُره اليهود ـ الذي ينطلق منه هذا الخطاب ـ يصب في واقع الأمر في الخندق الصهيوني. فمَنْ يكره اليهود يقوم باضطهادهم والتحريض ضدهم، مما يضطرهم إلى «الخروج» من بلدهم ليتحولوا إلى مستوطنين في بلادنا! كما أننا، بتصوُّرنا أن اليهود هم «السبب» فيما يلحق بنا من مصائب، نتجاهل الدعم الأمريكي الشامل والمستمر للجيب الصهيوني، وهو الدعم الذي يضمن له الاستمرار والبقاء.والصهيونية، كما يقول الدكتور المسيري، هي دعوة لتخليص أوربا من اليهود وتصديرهم إلى مكان خارجَها ليوظَّفوا لصالحها. وتبيِّن الدراسة أن الجذور الحقيقية للصهيونية هو الاستعمار الغربي ومعاداة السامية. وأن ترويج البروتوكولات يبث روح الهزيمة ويقوِّض روح الجهاد، وأن الإصرار على أن اليهودية عبارة عن مجموعة من الصفات الثابتة التي يتوارثها اليهود جيلاً بعد جيل يتنافى وتعاليمَ الإسلام التي تذهب إلى أن الرذيلة ـ مثل الاستقامة ـ مسألةُ اختيار وليست مسألةَ ميراث. وتختتم الدراسة بفصل عن إبداعات انتفاضة 1987 وانتفاضة الأقصى، وكيف أن مثل هذا الإبداع لم يكن ممكناً إلا بعد أن نَفَض المنتفضون عن أنفسهم غُبارَ الخوف والهزيمة.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *