كتاب التخلف والتنمية في فكر مالك بن نبي لـ الطاهر سعود
كتاب التخلف والتنمية في فكر مالك بن نبي اللغة : العربية دار النشر : دار الهادي سنة النشر : 2006 عدد الصفحات : 290 نوع الملف : مصور |
هذا وقد تراكمت طوال العقود السابقة إنتاجات معرفية متنوعة، تناولت بالدراسة والتحليل جوانب كثيرة تتعلق بقضايا التنمية والتخلف، وقدمت دراسات وانتقادات على بعض المسالك التنموية التي اتبعت هنا أو هناك، ونبهت إلى إمكانات الإخفاق والفشل، وطرحت بدائل وتصورات ذات قيمة علمية وعملية تحتاج اليوم إلى نفض الغبار عنها، ومحاولة مقاربتها ودراستها وتقييمها قصد الاستفادة منها.
ومن بين هذه الإنتاجات المعرفة الإسهامات المتميزة التي قدمها المفكر الجزائري مالك بن نبي، والتي اختارها الباحث لتكون محوراً لدراسته التي هي بمثابة رسالته الجامعية لنيل درجة الماجيستير في علم اجتماع التنمية، والتي جاءت تحت عنوان: “التخلف والتنمية في فكر مالك بن نبي”. وقد حاول الباحث معالجة موضوع هذه الدراسة من خلال خطة مركزة، ابتدأها بفصل تمهيدي بيّن فيه أسباب اختياره هذا الموضوع ثم أهميته. ليتناول من ثم في الفصل الأول جهود مدرستي التحديث والتبعية في التنظير السوسيولوجي في حقل التنمية والتخلف مقتصراً على هاتين المدرستين باعتبارهما المهيمنتان في هذا الميدان، وأيضاً من أجل التحكم في جوانب الموضوع، لأن هدف الباحث الذي حدده كان يرمي بشكل تركز إلى إبراز جهود السوسيولوجيا التنموية، والتوسع في تتبع إسهامات مالك بن نبي، والتي تمت معالجتها في الفصلين اللاحقين، حيث تمّ تخصيص الفصل الثاني لإبراز تصور مالك بن نبي لمشكلة التخلف، حيث اختار الباحث أن يبدأه ببحث تحليلي في جوانب حياة هذا المفكر. أولاً: باعتباره مفكراً مغموراً لا يزال مجهولاً لدى الكثيرين. ثانياً: لمحاولة فهم أفكاره التي تنبت في ثنايا الموضوع. ليبرز من ثم طبيعة التخلف وأشكاله وجغرافيته وأسبابه، وبعض التعاريف التي قدمها لها، كل ذلك من منظور مالك بن نبي الخاص.
وفي الأخير حاول الباحث إجراء مقارنة بين بعض أفكار هذا المفكر في هذا الميدان، وبين بعض الأفكار المركزية في كل من نظريتي التحديث والتبعية، وكذا نقد لبعض أفكاره الخاصة: أما الفصل الأخير فقد خصصه الباحث لتتبع جهود مالك بن نبي التنظيرية في كيفية الخروج من التخلف، وقد عنونه بالتنمية من منظور مالك بن نبي، معالجاً فيه إشكالية التنمية من خلال جملة من العناصر الفرعية ابتدأها ببيان إمكانية التغير الاجتماعي كنتيجة للتحليل البناني لعملية التغير الاجتماعي، ليبرز من ثم أسس التنمية وأولوياتها على الصعيدي الداخلي والخارجي، منهياً الفصل بنقد ومحاولة مقارنة لأفكار مالك بن نبي في معالجاته لقضية التنمية، وبين أفكار التحديث والتبعية، لينهي الباحث دراسته بخاتمة ملخصاً لما توصل إليه من نتائج.