| | |

كتاب الحرب الصليبية الأخيرة لـ باربارا فيكتور

وصف الكتاب
تقول باربارا فيكتور أنه وعند منعطف القرن أصبحت الطائفة الإنجيلية منظمة على نحو متزايد وتمسكت بتحويل أيديولوجيتها إلى حركة سياسية قوية، قابلة لأن تؤثر باختصار على نتيجة انتخابات رئاسية، لم يكن ينقصهم لتفعيل تلك الديناميكية سوى كارثة أخرى شبيهة باحتجاز الرهائن عام 1979، والتي يمكن أن تفسر كرسالة من الله ذاته. بعد عام على بداية الألفية الثالثة، في 11 أيلول 2001، وقع ما وقع، وسبب الأصوليون للولايات المتحدة، في موت أكثر من ثلاثة آلاف شخص، مثيرين بذلك نهضة جهادية بدأت بالتسرب رويداً رويداً إلى وعي الشعب الأمريكي. كان أوان الحساب قد آن. بخلاف أسلافهم في السبعينات والثمانينات كان الجيل الجديد من قيادات المسيحيين مهيأ لتعبئة لا أنصارهم فحسب؛ بل علمانيي البلاد أيضاً.
بين أعوام 1979 و2001، كان لديهم الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم وإعادة تحديد مقاربتهم في سبيل إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح، وخاصة تلك التي لم تبلغ بعد مملكة السماوات. لم يعد بإمكان الإنجيليين الجدد المفعمين بالثقة والمثقفين والمتكلمين والحاسمين أن يكونوا أسرى مبشرين جشعين يخرجون كتابهم المقدس على الدروب. غالباً ما كان المقصود شخصيات محترمة لها مكانتها المرموقة في المجتمع وأكثر مهارة بكثير في الحصول على المساعدات، وسط طائفتهم الخاصة وفي الأوساط اليهودية، للعمل معاً من أجل إنقاذ الديموقراطية، وفوق كل شيء، في الحفاظ على القيم اليهودية المسيحية. بينما كانت أعمدة الدخان تتصاعد من مركز التجارة العالمي والبنتاغون، كان اليمين المسيحي يُبعَثُ من رماده بغية الانطلاق إلى غزو السلطة السياسية.

وتضيف باربارا قائلة بأنه وبعد الهجمات الإرهابية ضدّ الولايات المتحدة عبأ المسيحيون الإنجيليون قواهم من جديد للضغط على السياسة الأمريكية بغية إنقاذ العالم المسيحي من خطر المتشددين الإسلاميين. علاوة على ذلك، حرّف المسيحيون الإنجيليون معتقداتهم بتأكيدهم أن الوضع الناشئ في الشرق الأوسط من خلال الهجمات الإرهابية التي تستهدف الإسرائيليين والهجمات الإرهابية الأخرى ضد المنشآت والرعايا الأميركيين في الخارج كان يستلزم إعادة النظر في العديد من المراجع المستوحاة من الكتاب المقدس من وجهة نظر جديدة وبتمديد جديد. وبالنسبة لليمين الديني، كان الوقت قد حان لجعل التحالف بين الله وإبراهيم بشأن إسرائيل والشعب اليهودي حقيقة وواقعاً. فمن وجهة نظرهم، لن يكون بمقدور هذا الميثاق أن يكتب في لحظة أفضل من لحظة إعلان الإسلام الحرب على المسيحية والديموقراطية. مضيفة بأنه وكذلك لم يكن من الممكن له أن يكذب لمجموعة تستحق شرفه غير المسيحيين الخلاصيين. فكان هؤلاء يعتبرون أن لهم الحق، من خلال الإرشاد ومن خلال المهمة الشخصية، التصرف باسم العالم اليهودي-المسيحي وتقول بأن الأخطر من ذلك، هو أن علاوة على المسيحيين الإنجيليين، فإن سكان الولايات المتحدة بدؤوا يرون تماثلاً بين العمل الذي يقوم به الإسرائيليون ضدّ مرتكبي الهجمات الانتحارية الفلسطينية وبين قتال الأمريكيين ضد تنظيم القاعدة.

هنا نتوقف لنقول بأن تلك الفقرة سلطت الضوء على الفكرة الرئيسية التي شكلت الهاجس الأساسي لدى باربارا فيكتور في كتابها هذا والتي تحاول من خلاله مقاربة ظاهرة تأثير الإنجيليين على النسج الأخلاقي والاجتماعي والثقافي للولايات المتحدة ولكن بعد إدراك تأثيرهم الحاسم والكبير على السياسة الشرق أوسطية لأمريكا. وهي تقول بأن ما اكتشفته من خلال تجوالها في الولايات المتحدة لمتابعة أبحاثها ومقابلة كل من كان يريد أن يفتح قلبه لها هو أن بلدها أصبح فريسة للتطرف واللاعقلانية، مبينة أنه وقت خصوم البرنامج الديني والعسكري لجورج دبليو بوش، مثل مايكل مور، ليسوا حياديين في طرح أفكارهم ويحلّلون الوجه الآخر وغمائية واستخفاف شبيهين بتلك التي تستخدمها الإدارة الحالية لإثارة الخوف في قلوب الأميركيين بأسرهم.

نبذة الناشر:
يقول جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأميركية:
-إن الله شاء لي أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
-لا يمكن للمرء أن يكون رئيساً لهذه البلاد (الولايات المتحدة) من دون الإيمان بالله، ومن دون قناعة بأننا الأمة الوحيدة الخاضعة لأوامر الله.
-من لا يؤمنون بيسوع المسيح، بمن فيهم اليهود، سيذهبون إلى الجحيم.
-أنا ملتزم كأي مسيحي خلاصي، وهذه طريق بلا نهاية.
-لقد اختارني الله للأميركيين جميعاً، ديمقراطيين أم جمهوريين، مسيحيين أم يهود. في المحصلة أنا في عهدة جلاله.
يتناول هذا الكتاب مسار سيطرة المسيحيين الخلاصيين، الذين يؤمنون بأن قيام دولة إسرائيل هو المقدمة الضرورية، لقيامة المخلص المسيح وسيطرة المسيحية الحقيقية في العالم.

وهم لهذا يدعمون إسرائيل بكل إمكاناتهم، ويلعبون الدور الرئيسي في الضغط على رؤساء أميركا لدعم إسرائيل. باعتبارها آخر حرب صليبية ويعتبرون أن الرئيس الحالي جوج دبليو بوش يقود حرباً هي آخر الحروب الصليبية من أجل هذا الهدف. وينتمي إلى هذا التيار كل الذين يطلق عليهم تسمية “المحافظون الجدد”.

يقول أحد أبرز زعمائهم، ديفيد بارسونز: “ما لم يف الله بوعوده لإسرائيل وللشعب اليهودي، كيف سيمكنني أن أنتظر منه أن يحترم ميثاقه معي كمسيحي”.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب  

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *