كتاب الحرب اليوغرطية ( الحرب ضد يوغرطة ) لـ ساللوستيوس ( سالوست )
عنوان الكتاب: الحرب اليوغرطية ( الحرب ضد يوغرطة )
المؤلف: ساللوستيوس ( سالوست )
المترجم / المحقق: الدكتور محمد المبروك الدويب
الناشر: منشورات جامعة بنغازي – ليبيا
الطبعة: غير موجودة
عدد الصفحات: 202
حول الكتاب:
“تشير أغلب المراجع إلى أن اسم صاحب هذا العمل هو جايوس ساللوستيوس كريسبوسAmiternumو أنه قد ولد عام 86 ق.م. في مدينة أميتي رنوم Gaius Sallustius Crispus الواقعة شمال شرق روما و مات بروما عام 36 ق.م. و ليس لدينا معلومات كافية عن الفترة المبكرة من حياته و شبابه لكن من خلال كتاباته يبدو أنه كان طالباً مميزاً في الآداب الإغريقية و اللاتينية كما لاسيما أنه كان يريد أنBellum Catilinae ( يخبرنا في مقدمته لعمله الموسوم ب ( حرب كاتيلينا يهب حياته لبحث و دراسة الأحداث التاريخية لكن د وامة الحياة السياسية جذبته إلى ساحتها في وقت لم يتمتع فيه حقل الأدب بالتشجيع اللازم و لأنه كان شعبي اً بمولده فقد صار موالياً لحزب للمرة الأولىTribunus plebis العامة و ظل ديمقراطياً و انتخب تريبون لحزب عامة الشعب 1 و Clodius عام 52 ق.م. و عندما حدث صراع بين اثنين من الدهماء المشهورين هما كلوديوسو استخدم كلاهما العبيد حراساً شخصيين له و سبب صراع الطرفين ازعاجاً كبيراً في Milo ميلو شوارع روما و أخيراً تقابل الفريقان في 20 يناير فجُ رح كلوديوس ثم قتله ميلو بوحشية ، و يقال أن سالوستيوس كان يضمر كراهية لميلو لأنه قد سبق أن أزعجه إذ كان يلاطف زوجته فانتهز هذه الفرصة لمهاجمته كخصم سياسي فألقى عدة خطب سياسية معادية له و فعل كل ما في وسعه من أجل أن يؤجج غضب العامة لاغتيال كلوديوس فنفي لكن بعد سنتين انتقم مجلس الشيوخ من خلال أبيوس الذي طرد ساللوستيوس و أعضاء آخرين كثيرين من الحزبAppius Claudius كلاوديوس الشعبي من مجلس الشيوخ عام 50 ق.م. و قد أُبعِد ساللوستيوس على خلفية أنه يعيش حياة فجور مخجلة بالرغم من أنه لم يكن أسوأ من الباقين لكن ربما كان ذلك سبباً لتحريك دوافع قديمة .عندما اندلعت الحرب الأهلية عام 49 ق.م. انحاز ساللوستيوس دون تردد إلى معسكر قيصر في Pompeus ( وكان من أشد أنصاره حماساً و ساهم في الحملة ضد بومبيوس (بومبيCaesar و أُعيد إلى مجلس الشيوخ وPraetor و في عام 47 ق.م. أُنتُخب بريتور ، Illyricum إليريكوم يبدو أنه قد حصل على ثقة قيصر التامة فأرسله في مهام كثيرة ، منها تكليفه له فى عشية الاستعداد للحملة ضد أفريقيا عندما تمرد بعض جنود قيصر و قتلوا أعضاء مجلس الشيوخ الذين حاولوا مخاطبتهم بالتفاوض معهم لكنه فشل في استمالة الجنود و إرضائهم و فر بجلده بشق الأنفس و لم يؤثر ذلك على علاقته بقيصر ، بينما نجح في الحملة على أفريقيا حيث استطاع أن يقدم مساعدة و أن يزوده بالقمح . Cercina قيمة لقيصر باحتلاله لجزيرة كيركينة بعد الحرب استلم ساللوستيوس مهمة البروقنصل [ الحاكم أو الوالي ] لولاية أفريقيا التي أعيد و جمع ثروة ضخمة ، Africa Nova تنظيمها مثل أغلب الولايات و سُميت ولاية أفريقيا الجديدة فاتهم بالابتزاز بعد عودته إلى روما و بُرئت ساحته بتدخل قيصر و استعمل ثروته في إنشاء حدائق على جبل كورينيPorta Solaria قرب بوابة سولاريا Horti Sallustiani ساللوستيوس المشهورة حيث شيّد لنفسه قصراً سكنياً ، و بعد موت قيصر عام 44 ق.م. اعتزل الحياة Quirini Mons السياسية و الحكم بعد أن شعر أنه قد فقد من كان يحميه ، وعاد لطموحه الذي كان يسعى إليه عندما كان في سن الشباب فسخّر وقته للبحث في تاريخ الرومان إلى أن مات عام 35 ق.م. تاركاً بيته و حدائقه لحفيد شقيقته ، و أصبحت هذه الحدائق و البيت هي المنتجع المفضّل لنيرون و أباطرة رومان آخرون.أعماله الأدبیةاهتم ساللوستيوس بالكتابة عن فترات خاصة من التاريخ الروماني ارتبط معظمها ببعضه زمنياً و ربما كان يهدف من ذلك أن يجعلها في النهاية رواية تاريخية تسجل أحداث القرن الذي تغيرت فيه Bellum روما تدريجياً من الإمبراطورية إلى الجمهورية ، وكان عمله الأول بعنوان حرب كاتيلينا و قد كان موضوعاً اعتيادياً بالنسبة له لأنه كان شاهد عيان على بعض أحداثه عام Catilinae63ق.م. عندما كان في الثالثة و العشرين من عمره كما ارتبط شخصياً مع آخرين من الذين لهم علاقة بالمؤامرة و قد تميز هذا العمل بالجودة لما يقدمه من معلومات حول السياسة و الأخلاق في ذلك الوقت من وجهة نظره.التي نقدم لها هذه الترجمة فهي تعد رواية مثيرةBellum Iugurthinum أمّا الحرب اليوغرطية للحرب التي خاضها يوغرطة بين 111 105 ق.م. و كانت في البداية ضد ابني عمه هيمبسال وأدربال (أدربعل) ثم ضد الجيوش الرومانية فيما بعد وقام خلالها يوغرطة بتقديم الرشوة لأعضاء أسيرا و قُتل في سجنSulla مجلس الشيوخ و القادة الرومان لكنه في النهاية قبض عليه سوللا. Mamertine ماميرتاين Historarum (آخر أعماله هو الموسوم ب ( التواريخ أو المكتبة التاريخية المكونة من خمسة كتبو يتحدث عن الفترة من موت سوللا 78 ق.م. إلى و لاية شيشرون 67 ق.م. و Libri Quinque وصلنا منه أربع خطابات فقط .مكانته بین المؤرخین القدامىكان أغلب المؤرخون الرومان كتاب حوليات أكثر مما هم مؤرخون و كتب بعضهم في اللغة 234 149 ) Cato ق.م.) الإغريقية و سجل أحداثاً تاريخية دون أن يوضح أسبابها أو نتائجها ، و يعد كاتو أول كاتب حوليات يكتب في اللغة اللاتينية لكنه لم يمتلك أسلوباً أدبياً جيداً و يشبهه في Cicero ( ذلك كثيرون ممن لحقوا به ، و بعد ما يزيد عن قرن ظهر كيكيرون (شيشيرون، سيسيرونلكن ساللوستيوس أضاف للتاريخ ما لم يقدمه من سبقه من الرومان و كانت كتابته أقوى ممن سبقوه للتاريخ Thucydides ( و قد أشار إلى أنه سيقدم للتاريخ الروماني ما فعله توكيديدس ( توسيديدس الإغريقي و يعالج الموضوعات فلسفياً و يحقق أسلوباً أدبياً أكثر رفعة و لأنه لم يكن باحثاً فقط بل كان قبل ذلك رجل سياسة محنك يتمتع بخبرة طويلة و سبق له أن اتصل بأغلب رجال السياسة فيعهده فقد أهّ له ذلك للبحث بدقة عن الحقائق و تقديمها فاستطاع أن يؤسس شهرة واسعة كمؤرخ بالرغم من أن التاريخ في عهده كان يُنظر إليه كجزء من الخطابة ، إذ كان البعض يوجه اهتمامه إلى اللغة و الأسلوب أكثر منه إلى الحقائق لذلك فإن بعض المؤرخين قد كتبوا مقدمات طويلة لأعمالهم أو وضعوا فيها خطباً حماسية و منهم ساللوستيوس و ربما كان ذلك سبب في أن يهمل التسلسل التاريخي أو يخالف الجغرافيا أحياناً كثيرة و بالرغم من كل ذلك فله فضل معالجة فترة تاريخية كان شاهداً عليها تجعلنا نقدره بسبب تغلب ميزاته و فضائله عن أخطائه لاسيما إذا ما نظرنا إلى فلسفته و تحرره من الخرافة و احترامه للحقيقة و وصفه للسياسة و المجتمع الرومانيين فترك أثراً عميقاً في 59)ق.م. 17 م.) و مع ذلك وُصِف بأنه المؤرخ Titus Livius عصره و ربما بزّه تيتوس ليفيوسالأول :[ Primus Romana Crispus in Historia = [كريسبوس هو الأول في التاريخ الروماني و أعجب المواطنون الرومان بأسلوبه الرائع القوي لاسيما أنه مجّد وطنهم و يتجلّى ذلك بوضوح فيحرب يوغرطة التي نقدم لها هذه الترجمة و تتضارب الأراء حول هذا العمل فمنهم من يقدم لصاحبه الانتقادات المتعددة دون أن يقلل من شأنه و منهم من يصف ميزاته عن أعمال غيره من الكتاب ، وبالرغم من أننا لسنا في محل الحكم على هذا العمل إلا أننا ننوه إلى أمر مهم و هو أن كاتبه أصيل نظر عند كتابته من هذه الزاوية و غلّب مصلحة روما و مجّد شعبها و قدم مبررات تدخلها في هذه الحرب و اتسم وصفه بالتحي ز لاسيما عند حديثه عن النوميديين و يوغرطة ، و لعل القاريء سيدرك ذلك أمّا الباحث في التاريخ القديم فستتوفر له الوسائل التي يقارن فيها بين ما كتبه ساللوستيوس و ما كتبه غيره و هو من سيصدر الحكم عليه و على هذه الترجمة لاسيما إذا ما اتيحت له فرصة مقارنتها بغيرها و نأمل أن تقدم محاولتنا هذه الجديد للمكتبة التاريخية العربية و الله ولي التوفيق .“