كتاب الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية لـ د. أسعد عبيد الجميلي
كتاب الخطأ في المسؤولية الطبية المدنية – دراسة مقارنةالمؤلف : أسعد عبيد الجميلي اللغة : العربية دار النشر : دار الثقافة سنة النشر : 2011 عدد الصفحات : 505 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
من الحقائق التاريخية الراهنة أن فن معالجة المرضى قديم جداً، إذ فرضته ضرورة الحفاظ على الحياة والاستمتاع بنعمها، ولهذا ظهر في الوجود منذ العصور الأولى، وبدأ فناً تقديرياً وتخمينياً، إلى أن انتهى في العصور الحديثة إلى منطقة العلم.
فالمسؤولية الطبية موجودة في أقدم الشرائع، ففي شريعة حمورابي نصت المادة (219) على أنه: ((إذا أجرى طبيب عملية جراحية خطرة لشخص حر بمدية من البرونز وتسبب في موته أو تسبب في فقء عينه بمدية البرونز هذه قطعت يد الطبيب))، وتنص المادة (220) من نفس هذه الشريعة ((على مساءلة الطبيب في حالة ما إذا تسبب في وفاة رقيق من الأرقاء بتعويض سيد هذا الرقيق عما لحقه من ضرر)).
وبعد هذه المرحلة اتسم الطب بالطابع الديني نظراً لانحصار ممارسته في يد الكهنة في سائر فروعه، ونتيجة لذلك فقد أخذت المسؤولية الطبية في الضمور والانحلال وعلة هذا الانحلال وذلك الضمور هو أنه عندما تتردى الحضارة وتذوي، ويسود الجهل، وتسيطر الخرافات على عقول الناس يحتكر الكهنة والمشعوذون فن الشفاء بعد مزجه بشيء غير قليل من الدجل والسحر والشعوذة، فيصطبغ هذا الفن الشريف بصبغة دينية ظاهرة تجعل من يباشره بمنأى عن اللوم والمؤاخذة والمساءلة، فإذا نجح الكاهن في علاج المريض وأوصله إلى شاطئ الأمان وبر الشفاء، فذلك فضل ومنّة، وإذا أخفق في علاجه، فإن تلك الخيبة لا شأن للطبيب فيها، بل إن ذلك من أحكام قضاء الله ونوازل القدر، ولا راد لقضائه ولكل أجل كتاب.
فالمسؤولية الطبية موجودة في أقدم الشرائع، ففي شريعة حمورابي نصت المادة (219) على أنه: ((إذا أجرى طبيب عملية جراحية خطرة لشخص حر بمدية من البرونز وتسبب في موته أو تسبب في فقء عينه بمدية البرونز هذه قطعت يد الطبيب))، وتنص المادة (220) من نفس هذه الشريعة ((على مساءلة الطبيب في حالة ما إذا تسبب في وفاة رقيق من الأرقاء بتعويض سيد هذا الرقيق عما لحقه من ضرر)).
وبعد هذه المرحلة اتسم الطب بالطابع الديني نظراً لانحصار ممارسته في يد الكهنة في سائر فروعه، ونتيجة لذلك فقد أخذت المسؤولية الطبية في الضمور والانحلال وعلة هذا الانحلال وذلك الضمور هو أنه عندما تتردى الحضارة وتذوي، ويسود الجهل، وتسيطر الخرافات على عقول الناس يحتكر الكهنة والمشعوذون فن الشفاء بعد مزجه بشيء غير قليل من الدجل والسحر والشعوذة، فيصطبغ هذا الفن الشريف بصبغة دينية ظاهرة تجعل من يباشره بمنأى عن اللوم والمؤاخذة والمساءلة، فإذا نجح الكاهن في علاج المريض وأوصله إلى شاطئ الأمان وبر الشفاء، فذلك فضل ومنّة، وإذا أخفق في علاجه، فإن تلك الخيبة لا شأن للطبيب فيها، بل إن ذلك من أحكام قضاء الله ونوازل القدر، ولا راد لقضائه ولكل أجل كتاب.