كتاب الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون لـ ستيفن وينبرغ
عنوان الكتاب: الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون
المؤلف: ستيفن وينبرغ
المترجم / المحقق: محمد وائل الأتاسي
الناشر: الدار المتحدة للطباعة والنشر
الطبعة: الأولى 1986
عدد الصفحات: 239
حول الكتاب:
“ولد هذا الكتاب من محاضرات قدمت في تشرين الثاني عام 1973 لتدشين المركز العلمي للطلاب غير المتخرجين في جامعة هارفارد. وكان إ.غليكس Erwin Glikes ( ناشر مؤسسة بازيك بوكس Basic Books ) قد سمع عنها من صديق لنا هو د.بل Daniel Bell ، فألح علي أن أجعل منها كتابا.في بادئ الأمر لم تثر هذه الفكرة اهتمامي. فعلى الرغم من أنني كنت أقزم من حين إلى آخر ببحث كوسمولوجي صغير، إلا أن عملي الأساسي كان يستهدف فيزياء الأشياء الصغيرة جدا، أعني نظرية الجسيمات الأولية. أضف إلى ذلك أن السنوات الأخيرة كانت غنية إلى أقصى حد بتطورات جديدة بالنسبة إلى فيزياء الجسيمات، بينما كنت حينذاك قد أمصيت مزيدا من الوقت في كتابة مقالات غير اختصاصية لمجلات مختلفة، لذلك شعرت برغبة في أن أوجه وقتي كله إلى موطني الطبيعي وهو مجلة الفيزياء.ومع ذلك، فقد تحققت بعد حين أنني لا أستطيع أن أطرد من ذهني فكرة كتاب عن بداية الكون، إذ ما الشئ الأكثر استهواء للنفس من مشكلة ” التكوين ” ؟ ففي بداية الكون، ولا سيما أول جزء من مئة من الثانية الأولى ، تمت الرابطة بين نظرية الجسيمات الأولية وبين الوكوسمولوجية. ثم إن اللحظة التي نحن فيها الآن هي أنسب لحظة لوضع كتاب عن بداية الكون، لأن السنوات العشر الأخيرة فحسب ، هي التي شهدت ظهور نظرية مفصلة تشرح مجرى الحوادث في بداية تاريخ الكون، وهذه النظرية، لقيت موافقة الأغلبية من رجالات العلم، لذلك نراها قد عمدت تحت اسم (( النظرية القياسية )).فمما يثير اهتمامنا في نهاية هذه النظرية هو اننا نستطيع أن نقول بالضبط كيف كان الكون في نهاية الثانية الأولى ، أو في نهاية الدقيقة الأولى، أو في نهاية السنة الأولى. إن اطمئنان الفيزيائي يأتي من أنه يستطيع معالجة هذه المسائل حتى الجانب العددي منها. وأنه يستطيع أن يذكر لنا أن درجة حرارة الكون في هذه اللحظة أو تلك ، وكثافته، ومسلكه الكيماوي، كانت بهذا القدر أو على هذا النحو . طبعا، ليس لدينا يقين مطلق في هذا المجال، إلا أنه من المثير حقا أن نعتقد أننا نستطيع الآن أن نتحدث عن هذه القضايا بشيء من الطمأنينة . إن هذا الشعور، أو هذا التشويق، هو ما أود نقله إلى القراء.علي أن أحدد إلى أي قارئ، أتوجه بهذا الكتاب. لقد كتبته لذلك القارئ ( أو القارئة ) الذي يرغب في الدخول في تفاصيل البراهين دون أن يكون رياضيا أو فيزيائيا. فعلى الرغم من أنه كان علي أن أدخل أفكارا علمية معقدة إلى حد ما، إلا أنه لا توجد رياضيات في الكتاب نفسه، هذا ما عدا قليلا من الحساب ، كما لا تحتاج قراءته إلا القليل من المعارف المسبقة عن الفيزياء والفلك. وقد حاولت أن أكون حريصا على تعريف كل كلمة علمية في لحظة استعمالي لها، وأضفت معجما يضم تعاريف الكلمات الفلكية والفيزيائية، كما كتبت أعدادا مثل (( مئة مليار )) بالكلمات وحدها أكثر مما استعملت الطريقة العلمية المناسبة.غير أن هذا لا يعني أنني حاولت تأليف كتاب سهل. فعندما يكتب قاض لجمهور واسع ، يفترض أن هذا الجمهور يجهل المصطلحات القضائية وتفاصيل قانون العقوبات، ولكنه لا يستهين به إلى حد السهولة، ولا يتوجه إليه بكلمات متعالية, وأنا أود أن أرد المجاملة هنا، فأتخيل القارئ قاضيا قديما ذكيا، لا يعرف لغتي، ولكنه ينتظر أن يسمع بعض الحجج المقنعة قبل أن يكون لنفسه رأيا.“