كتاب الدور الإسرائيلي في الحرب الأميركية على العراقالمؤلف : مجموعة مؤلفين اللغة : العربية دار النشر : مركز الدراسات الفلسطينية سنة النشر : 2005 عدد الصفحات : 185 نوع الملف : PDF |
وصف الكتاب
لم تكن الحرب الأميركية على العراق مفاجئة بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي فقد كانت تمتلك متسعاً من الوقت لاتخاذ الاستعدادات على المستويات كافة، بما فيها إعداد خطة سياسية تنسق المعلومات التي من شأنها تمكن المواطنين من الحصول على معلومات حول الأوضاع، ولشرح المواقف الإسرائيلية في حال وقفت موقع المتفرج أو أصبحت أصبحت طرفاً في الحرب، والتأكد من أن مواقف حكومتهم يتم التعبير عنها بصوت واحد وفي نفس الخطة تقرر تعيين “ناطق إعلامي وطني” وبمعنى آخر ناطق رسمي باسم هذه السياسة. وعلى هذا، فعند بدء الاستعدادات العسكرية الأميركية-البريطانية لغزو العراق، وضع الكيان الصهيوني نفسه في واجهة الأحداث الأمامية لهذا الغزو، باعتبار أن الحرب التي تشنها أميركا وبريطانيا على العراق هي حرب إسرائيلية بالدرجة الأولى، تأسيساً على الفكرة (الإسرائيلية) القائلة؛ بأن أي حدث أو تغيير قد يتأتى عن هذا الغزو، سيغير الوضع في المنطقة وفي الكيان الصهيوني بالذات، وأصبح من الصعب هز الشعور الناتج عن التوقعات والأحلام الوردية الصهيونية المسبقة فيما يتصل بنتائج الغزو، حتى أن الكيان الصهيوني عاش حالة وظروف الحرب قبل أن تندلع، وبات جميع السياسيين (الإسرائيليين)، يعتقدون بناء على توقعاتهم المسبقة، أن نتائج الغزو الأميركي-البريطاني للعراق ستنصبّ في خدمة الأهداف الاستراتيجية الصهيونية، وتفتح الأبواب على مصراعيها أمام نشوء أوضاع جديدة ومختلفة، تخرج الكيان الصهيوني من المستنقع الفلسطيني الذي بات يغوص فيه، وتخلصه من الورطة الاستراتيجية التي تعيشها آلته العسكرية، وانسداد أي أفق سياسي لحل الصراع حسب المقاس الشاروني الصهيوني، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تهدد بانهيار الاقتصاد الصهيوني والانقسامات السياسية والاجتماعية والإثنية والطائفية التي تنخر جسد الكيان الصهيوني.
من هنا يمكن القول أن احتلال العراق يضع المنطقة أمام حقبة تاريخية جديدة ومختلفة تتقلص خلالها، من وجهة النظر الإسرائيلية إلى حدّ كبير إحدى أهم وأخطر التهديدات الاستراتيجية التي شكلها العراق قبل احتلاله، وهي أن هذه الحرب تخرج العراق فعلياً من دائرة الصراع، لتضعه أمام إمكانية أن يصبح الطرف العربي الثالث الذي قد يوقع على معاهدة (سلام) مع إسرائيل إذا ما نجحت أميركا في تشكيل حكومة موالية لها في العراق، إلى جانب ما تفتحه نتائج احتلال العراق من آفاق على صعيد التعاطي مع الصراع الدائر على الأرض الفلسطينية والصراع العربي-الصهيوني بشكل عام وخاصة فيما يتصل بسورية ولبنان.
على أية حال، بالرغم من أن الغزو الأميركي للعراق، واحتلاله وتدمير مؤسساته وقدراته وحتى موروثه التاريخي قد وضع المنطقة أمام حقبة استعمارية جديدة تعيدنا إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وتنفيذ مخططات التجزئة “سايكس-بيكو”؛ فإن كثيراً من المؤشرات تظهر على أن الإنجاز العدواني الأميركي لا يزال على كف عفريت، وأن مسألة إخضاع الشعب العراقي، وبالتالي إخضاع الأمة العربية برمتها موضع تساؤل كبير حتى لدى الدوائر الأميركية-الصهيونية نفسها، وأن الشعب العربي إذا ما استنزفت طاقاتها وإمكانياته وقدراته والكثير مما يختزنه في هذا المجال وتوظيفه بالاتجاه الصحيح في المقاومة والتصدي لكل تلك المخططات والمشاريع، فإنه سينجح بالتأكيد في إسقاط الإنجازات الاستعمارية ويحول دون تنفيذ أي من المخططات الأخرى في هذا الاتجاه. ومهما يكن من أمر، فالواجب يحتم قراءة ما جاء عند الجانب الإسرائيلي في هذا المجال.
وهذا الكتاب موضوع بين يدي القارئ لهذا الغرض حيث أنه يشمل مقالات كتبت من قبل جماعة من الكتاب والمحللين الإسرائيليين في الفترة التي تمتد بين الاحتلال الأميركي والانتخابات العراقية الأخيرة. وقد اقتضت أمانة الترجمة استخدام المترجم للمصطلحات والإسقاطات السياسية والتاريخية لهؤلاء الكتاب كما هي.
من هنا يمكن القول أن احتلال العراق يضع المنطقة أمام حقبة تاريخية جديدة ومختلفة تتقلص خلالها، من وجهة النظر الإسرائيلية إلى حدّ كبير إحدى أهم وأخطر التهديدات الاستراتيجية التي شكلها العراق قبل احتلاله، وهي أن هذه الحرب تخرج العراق فعلياً من دائرة الصراع، لتضعه أمام إمكانية أن يصبح الطرف العربي الثالث الذي قد يوقع على معاهدة (سلام) مع إسرائيل إذا ما نجحت أميركا في تشكيل حكومة موالية لها في العراق، إلى جانب ما تفتحه نتائج احتلال العراق من آفاق على صعيد التعاطي مع الصراع الدائر على الأرض الفلسطينية والصراع العربي-الصهيوني بشكل عام وخاصة فيما يتصل بسورية ولبنان.
على أية حال، بالرغم من أن الغزو الأميركي للعراق، واحتلاله وتدمير مؤسساته وقدراته وحتى موروثه التاريخي قد وضع المنطقة أمام حقبة استعمارية جديدة تعيدنا إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وتنفيذ مخططات التجزئة “سايكس-بيكو”؛ فإن كثيراً من المؤشرات تظهر على أن الإنجاز العدواني الأميركي لا يزال على كف عفريت، وأن مسألة إخضاع الشعب العراقي، وبالتالي إخضاع الأمة العربية برمتها موضع تساؤل كبير حتى لدى الدوائر الأميركية-الصهيونية نفسها، وأن الشعب العربي إذا ما استنزفت طاقاتها وإمكانياته وقدراته والكثير مما يختزنه في هذا المجال وتوظيفه بالاتجاه الصحيح في المقاومة والتصدي لكل تلك المخططات والمشاريع، فإنه سينجح بالتأكيد في إسقاط الإنجازات الاستعمارية ويحول دون تنفيذ أي من المخططات الأخرى في هذا الاتجاه. ومهما يكن من أمر، فالواجب يحتم قراءة ما جاء عند الجانب الإسرائيلي في هذا المجال.
وهذا الكتاب موضوع بين يدي القارئ لهذا الغرض حيث أنه يشمل مقالات كتبت من قبل جماعة من الكتاب والمحللين الإسرائيليين في الفترة التي تمتد بين الاحتلال الأميركي والانتخابات العراقية الأخيرة. وقد اقتضت أمانة الترجمة استخدام المترجم للمصطلحات والإسقاطات السياسية والتاريخية لهؤلاء الكتاب كما هي.