| |

كتاب الرغيف ينبض كالقلب لـ غادة السمان

حول الكتاب
“وأخيراً صار بوسعنا أن نخرج من جحورنا، ونتجول، كالفئران بعد الزلزال فوق أطلال مدينتنا. والذين تجولوا بيروت في اليومين الماضيين من (السلام)، أذهلتهم نتائج (الحرب) على وجه مدينتهم… آثار الحريق على خدود الأبنية… الخراب المروع في أحياء السوق بأكملها… المطر الذي يحاول عبثاً غسل الهباب من الجدران… أعمدة الكهرباء المكسورة، وأشرطتها المدلاة في الريح كجثث أفاع منطفئة… كل شيء في بيروت أسود ورمادي، ما عدا أكوام القمامة الملونة التي احتلت الأرصفة تلالاً من الروائح المقززة… والحطام منتشر في كل مكان… حطام الزجاج والأبواب… حطام البيوت… حطام التذكارات. الذين خرجوا وتجولوا في مدينتهم هالهم جرح بيروت الممتد على طول شوارعها، المفتوح للريح والمطر. لكن بيروت لم تكن قبل الحرب جميلة بقدر ما كان الناس يتوهون… كان قناعها جميلاً، وقد أحرقت الحرب قناعها فبدت أمراضها الآن للعيان… وكانت زينتها الخارجية ساحرة الألوان، لكنها تخفي تحتها أوراماً خبيثة لا تداوى بغير الكي بعد أن استفحل أمرها، وبحت أصوات العقلاء وهم ينادون عاماً بعد عام لإنقاذها…”
غادة السمان الأديبة، سيطرت كلياً على غادة السمان الصحفية. فجاءت مادة هذا الكتاب مضمّخة بالمعاناة الشرسة للأحداث، لا يذهب بريقها بذهاب مناسبتها. بشفافية أديبة ولغوية، كتبت غادة السمان عن قاع بيروت، وعن لبنان، وعن أبنائه المعذبين والكادحين من أجل الخبز مع الكرامة. إنه بحق أجمل أعمالها غير الكاملة وأعمقها لأنها سطرت فيه عذابات هذا الوطن الكبير الحزين الجميل المبدد الطاقات. وغادة السمان منذ عطاءاتها الأول في الستينات دأبت على توسيع حدود حرفها وعلى عناق جراح الإنسان العربي بالكلمة المسؤولة.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *