كتاب الرماد الذي غسل الماء – رواية لـ عزالدين جلاوجي
كتاب الرماد الذي غسل الماء – رواية |
عنوان الكتاب: الرماد الذي غسل الماء – رواية
المؤلف: عزالدين جلاوجي
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر:دار المنتهى – الجزائر
الطبعة:
عدد الصفحات: 288
حجم الكتاب : 1.04 ميغا
حول الكتاب
وأنا أتدحرج في مهاوي الأيام.. أنكث ظفائر العمر الحزين.. تتحداني براثن الليالي الكالحات.. لم أعد أشعر بدفء الحب يحضن قلبي الصغير المرتعش.. ما عدت أتنشق شذاه يدغدغ الفرحَ في جوانحي..بحثت عنكَ كثيرا.. قلبت حتى ابتسامة الأطفال وتجاعيد الكبار.. وحلم الأبكار ينتظرن عاشقا على شرفات العمر.. طاردتُكَ خلف زقزقات العصافير الرمادية، وبين ثنايا الصَّبا يهب حزينا منكسا على مدينتنا البائسة.. ساءلت عنكَ البراءة في وجوه الصغار.. والدموعَ المضطربة على شرفات العيون.. والأحلامَ المقبورة في نفوس المقهورين.. وكنتُ دائما أراكَ خيط دخان ينفلت من بين أصابعي البضةِ المرتجفة.. وتظلُّ تبتعدُ إلى الأعلى يشيعكَ الحلم في عينيَّ.. وفي قلبي الصغير، عسى أن ألقاكَ يوما ما.. في مكان ما.وها اليأس ياسيـدي يتغشاني غمامة من رماد.. يمد أكفانه إلى حلمي وقلبي.. وكل إشراقة فرح في نفسي.. أعرف أنك غادرت المدينة من زمن بعيد.. وجميلا فعلتَ وبقيتُ أنا أتجرع أماني ابن زيدون:الذكــر يقنعنــا.. والطيــف يكفينـــابقيت أجر كل مساء قدميَّ الحزينتين.. أقطع الشوارع المتربة.. أجلس قريبا من راس العين.. أستلهمُ بركات الولي الصالح.. أتصفحُ وجه القمر ملفوفا بقزعات سود.. وأحلمُ أن أراك هناك.. كان حلمي أن أكون معك بعيدا عن كل البشر.. قريبين من دقات قلبينا.. من أحلامنا.. من أفراحنا.. من دموعنا..ولاضيرَ.. كم تهدهني الغبطةُ وأنا أراك هناك في العليين..لست أدري ياسيــدي أأنت راءٍ مرقاي الذي كنت أرقبك منه أم لا..؟ولست أدري أراءٍ مكاني الآن أم لا؟