كتاب الرمز الصوفي بين الإغراب بداهة والإغراب قصدا لـ أسماء خوالدية
عنوان الكتاب: الرمز الصوفي بين الإغراب بداهة والإغراب قصدا
المؤلف: أسماء خوالدية
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: منشورات ضفاف – دار الأمان – منشورات الإختلاف
الطبعة: الأولى 1435 هـ /2014 م
عدد الصفحات: 198
حول الكتاب
لقد أنشأ الصوفي لغته الخاصة، لغة نمتها أحواله ومقاماته ومواجيده فكانت محرارا معبرا عن صحوه وسكره وعن غيبته وحضوره وعن كشفه وستره … وعلى العموم كان خطابه – على غموضه أحيانا وتعميته أحيانا أخرى – ذا قدرة استقطابية عالية ما زادته محن بعض الصوفية تنكيلا وتقتيلا وتحريقا إلا قدرة على قدرة، وما زاده الرمز إلا مغايرة تراوح فيها الترميز بين البداهة والتقصد، فكانت المضامين لا تنكشف إلا بمقدار ولا تبين إلا بأقدار وبين إغراب الرمز الصوفي بداهة إغرابه قصدا تراوحت القراءات فهما وتأويلا وتدبرا كل بحسب أفقه وكفاءته.واستتباعا لكل ما في العماء من إلغاز وإبهام وما في نزوع الصوفية إلى الحق من خفايا وأسرار كانت الرموز الطلسمية عبارة عن تجليات إلهية مرت الحقائق فيها من حالة الانحجاب والكمون إلى حالة الانكشاف والظهور بصيغ لا يقف على معانيها إلا الخواص من الصوفية ممن يتحوطون في التعبير ويضنون بالحقائق فيحجبون معارفهم بحجب الرمز فلا تبين إلا بأقدار تتفاوت بحسب استعدادات كل سالك مريد.لقد بتر الصوفية قاعدة التوافق بين الدال والمدلول فالدال قاصر بالضرورة عن الإحالة على المدلول، والمدلول قاصر بالضرورة عن التعبير على المحتوى الذهني للتجربة، وبالتالي لا قدرة للغة على استكناه التجربة الصوفية وهذا نراه نسفا للوظيفة التواصلية واستحداثا للغة بديلة عمادها الإشارة حرفا أو شكلا أو طلسما.