عنوان الكتاب: الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت
المؤلف: يوسف حمد البسام
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: محفوظة للمؤلف
الطبعة: 1391 هـ / 1971 م
عدد الصفحات: 340
حول الكتاب:
“لقد روادت أذهان الكثير من أبناء هذا البلد فكرة تأليف يضم بين دفتيه تاريخ بلدة الزبير بن العوام ابن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصحابي المعروف وأحد العشرة المبشرين بالجنة. ويطول الحديث في ذكر هذا الصحابي الكريم بحيث لا يتسع لفضائله هذا الكتاب.إن هذا البلد الذي انتشر أبناؤه شأنهم شأن غيرهم في النزوح والاستيطان وهذه سنة في البشر. أخذت الرغبة تلح في انجاز كتاب مطبوع ليعرف لما لهذا البلد الذي بني على أنقاض البصرة القديمة ولما لأهله من خصائص وصفات إسلامية كريمة.ولقد منيت جميع المحاولات بالفشل إلى أن قيض الله له رجالات من أبنائه قاموا بتضافر جهودهم على إخراج هذه الفكرة إلى الواقع بحيث تصبح حقيقة تاريخية تضاف إلى المكتبة العربية. فقد عهد الذين ذكرهم المؤلف في كلمته بالفكرة فقام مشكورا بما أنيط به خير قيام. واعتمد على النصوص الموثوقة وترك الباب مفتوحا لمن يريد التوسع في ذلك.والناظر في التاريخ يرى أن له مصدران صحيحان أولهما الآثار إذ أن الآثار وثيقة بارزة لتاريخ أية أمة وهي صورة حية عن ذلك الواقع. لأن التاريخ هو الصورة الواقعية للماضي. أما المصدر الثاني فهو الرواية. والرواية مصدر وثيق للتاريخ يعتمد عليه في نقل تلك الصورة. وقد قام أسلافنا بتدوين تاريخنا بأمانة ودقة عن هذين المصدرين.أما إذا كان التاريخ مؤلفا من قصص من نسج الخيال أو خليطا يطبعه المؤلف بنفسيته فهذا لا معول عليه لأنه ليس من التاريخ الصحيح. فلم يحظ بالنصوص والآثار لذلك نجد الأخ يوسف البسام قد أسند كل نص إلى مصدره.وكل ما جاء في هذا الكتاب من آثار أو روايات يترك للقارئ الحكم عليها من مصادرها فنشكره على هذا الكتاب الذي جاء وافيا بالمطلوب . وقد عهدنا بالأخ يوسف حمد البسام الصدق والأمانة. وهو من عائلة معروفة بالتجارة والعلم وهي غنية عن التعريف.ولقد توفرت الشروط وتحققت الفكرة التي راودت أبناء هذا البلد فجاء محققا للآمال. والناظر إلى تاريخ البصرة التي بني الزبير على أنقاضها يجد أنها تسلمت طلائع المسلمين. فتبوأت مكانة عالية في نفوسهم لما لها من وسطية عجيبة فغربا مكة المكرمة والمدينة المنورة وشمالا الكوفة وبغداد والموصل.وبين ذلك دمشق والقدس وشرقا والشمال بلاد الري وخراسان. وجنوبا خليج البصرة الذي أكسبها مدا وجزرا على أراضها ومياهها العذبة الرقراقة وحدائقها الغناء. فإنك أيها القارئ الكريم حين تشاهد مياه شط العرب في مدها وجزرها تروي يساتينها ونخيلها الباسقات بشكل خلاب. تعرف ما للبصرة وأرضها الطيبة المعطاة من مكانة في نفوس المسلمين. فعندما تقف على أطلال البصرة القديمة. الزبير الآن . وترسل ناظريك صوب الشرق تشاهد بلاد السواد. سواد الخضرة والمياه الجارية. أحد العراقين وبندقية العرب. وإذا اتجهت بناظريك غربا شاهدت الجزيرة برمالها الذهبية المترامية الأطراف. وهناك بين هذا وذاك الخليج العربي تطل منها على البحر العربي والمحيط الهندي والدنيا بأسرها. وصدق ابن الزبير الذي شيد بلدته منذ أربعة قرون على تلك الأطلال. حين يقول واصفا إياها بالمثل المشهور عنده ( الدنيا بصرة ) إنه يصف الدنيا بزهوها وجمالها وحب الإنسان لها يصفها وكأنها البصرة الفيحاء.لقد مصرها أجدادنا الأمجاد وبرعوا بالعلوم العقلية والنقلية. وغيرها وقد أنجبت علماء أفذاذا. ساهوا في العلوم الإنسانية وعنوا بها وأثروا تأثيرا فعالا ووضعوا القواعد وأحاطوا اللغة العربية بسياج من الضبط والدقة. فما يستشهد بقول أو بنص أو قاعدة إلا ويرد ذكر للبصرة على لسانه.وفي عصرنا هذا قامت مدن في العالم أخذت مكانتها فلم تتأخر البصرة بل وجدناها سباقة في أخذ مكانتها. وقد استخرج منها النفط وشيدت فيها جامعة. وأن النهضة ستتلألأ بإذن الله على أيدي أبنائها البررة وتأخذ البصرة مكانتها في دنيا الناس…“