كتاب السودان : حروب الموارد والهوية لـ د. محمد سليمان محمد

 

a4539 2479
عنوان الكتاب:  السودان : حروب الموارد والهوية


المؤلف: د. محمد سليمان محمد


المترجم / المحقق :  غير موجود



الناشر:  دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم



الطبعة:  الثانية 2010 م



عدد الصفحات: 472

حول الكتاب

 السودان قارة من الصراع الدموي حول الموارد والهوية فالموارد تسلب وتستغل بطريقة نهبية والهويات (الثقافة الدين والعرق) تضطهد وتدخل قسرا في بوتقة الهوية العربية – الإسلامية. منذ أول السبعينيات من القرن الماضي شددت النخبة التجارية السلطوية (مؤسسة الجلاية) هجومها على الموارد الطبيعية للبلاد وعلى التراث الروحي والثقافي للقوميات السودانية غير العربية أو غير المسلمة.
شاء حظ البلاد العاثر أن يتزامن أول قرص للبنك الدولي لإنشاء مؤسسة الزراعة الآلية (1968) مع بداية موجة الجفاف الطويل والعميق الأثر في منطقة الساحل الإفريقي (1967). شكل الحدثان ضلعي مقص حاد ترك جراحا عميقة في الريف السوداني. فقد أزيلت الغابات وتدهور الغطاء النباتي نتيجة للتوسع الجائر في الزراعة الآلية المطرية (18 مليون فدان زراعة آلية تملكها حوال 8 آلاف أسرة في مقابل 9 ملايين فدان زراعة تقليدية يملكها 4 ملايين مزارع صغير) ونتيجة لانخفاض معدل هطول الأمطار إلى حوال النصف من متوسطها السنوي. وبحلول العام 2003 ستنقرض كل الغابات الممتدة في كل شمال السودان (6 مرات مساحة فرنسا).
 فقد السودان 17 ميون هكتار (40 مليون فدان) نتيجة لتعرية التربة جراء الزراعة المطرية الآلية النهبية، وأضحى أكثر من 6 ملايين شخص يعيشون تحت خط الفقر حتى بالنسبة للمقاييس السودانية؛ بينما نزح حوالي 4 ملايين من مناطقهم إلى أواسط البلاد من حيث الأمن الغذائي أفضل نسبيا، بالإضافة إلى 3 ملايين شخص فقدوا أرواحهم بسبب الحروب والمجاعة.
يأتي معظم أفراد الصفوة الشمالية المسيطرة على الدولة والسوق من رجال المجموعات العربية (والمستعربة) المسلمة المستقرة وسط السودان على ضفاف النيل (شايقية، دناقلة، جعليون، نوبيون…الخ). ولإحكام سيطرتها الاقتصادية والسياسية سعت هذه الصفوة إلى فرض هويتها العربية الإسلامية على بقية أهل السودان : الإسلاموعربية هي أيديولوجية تبرر معاملة غير العرب وغير المسلمين كمواطنين من الدرجة الثانية، وتبيح للصفوة من مؤسسة الجلابة إستلاب أرضهم ومواردهم بما عليها وتبرر “حق” هذه الصفوة في إستغلال قدرة عملهم بأثمان بخسة. إن الهجمتين على الموارد والهوية، وسيلتان للهيمنة التامة على كل السودان مواردا وبشرا.
إندلعت الحرب الأهلية الثانية (1983 وحتى اليوم) للدفاع عن موارد الجنوب (الأرض، النفط، المياه) ضد هجمة مؤسسة الجلابة ودولتهم، وهي في المقام الثاني تعبر عن دفاع الجنوبيين عن هويتهم (العرق، الدين والثقافة). أما الصراع المسلح عالي الوتيرة (high intensity) والدائرة رحاه في جبال النوبا فقد فجرته محاولة النخبة المسيطرة على الاقتصاد والدولة الهيمنة على موارد الجبال خاصة الأراضي الزراعية في المنطقة. ومن أجل هذا الهدف تجري عمليات طمس هوية النوبا الثقافية والروحية وذلك بتشتيتهم خارج الجبال وبفرض الثقافة العربية الإسلامية قسرا وقهرا.
أما شمال درافور، في منطقة جبل مرة، فيدور صراع متوسط الوتيرة (medium-intensity) بين مزارعي جبل مرة وأغلبهم من قبيلة الفور وبين المجموعات ”العربية” وأغلبهم من الرعاة. الفور يدافعون عن ”حقهم التاريخي” في دارهم والرعاة يبحثون عن ملجأ من الجفاف والتصحر، الذي أضر بهم وبحيواناتهم، في الجبال المخضرة المطيرة، إنه صراع الضعيف ضد الضعيف، وامتدت آثاره جنوبا حتى أصبحت القلاقل الصفة المميزة للحياة في شمال ووسط دارفور.
 

كتب ذات صلة

2 Comments

  1. هذا الكتاب مرجع هام لفهم الصراع المسلح الدائر في السودان
    كان ضمن مكتبتي و فقدته بسبب الحرب
    احتاج تحميل الكتاب لاغراض الدراسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *