كتاب الشفرة الوراثية وكتاب التحولات (طاو الحياة) لـ جونسون ف. يان
عنوان الكتاب: الشفرة الوراثية وكتاب التحولات (طاو الحياة)
المؤلف: جونسون ف. يان
المترجم : عزت عامر
الناشر: المجلس الأعلى للثقافة
الطبعة: الأولى 2005
عدد الصفحات: 212
حول الكتاب
مع التطور المذهل للعلوم والتقنيات المعاصرة اعتمادا على المنهج العلمي، ومع ظهور الاستعمار والعولمة التي تشوبها محاولة هيمنة الثقافة الغربية على الثقافات العالمية الأخرى، كان لا بد من البحث الدءوب عن كنوز تلك الثقافات خاصة ما يتعلق منها بالعلوم الطبيعية والإنسانية للمشاركة في النهضة العالمية الحديثة على أسس عميقة مستمدة من الثقافات القديمة، تلك الثقافات التي نظرت إلى العلوم الطبيعية كجزء من أجل المصالح الأنانية التجارية قصيرة النظر للإنسان الباحث عن مجرد المنفعة الشخصية والربح المادي السريع. من هنا هذه المحاولة من العالم الباحث في الوراثة الدكتور جونسون يان للربط بين المناهج والمعارف التي يتضمنها أحد أقدم الكتب الصينية ”كتاب التحولات” وأحدث منجزات البيولوجيا الجزيئية في مجال المادة الوراثية ”الدنا”، وهي البنية المشتركة بين كل الكائنات الحية.وما أجدرنا نحن العرب والمسلمين والمصريين أصحاب المنجزات العلمية العالمية التي أعطت انطلاقة تاريخية معروفة للعلم الحديث، أن ننظر إلى تلك المنجزات ليس من باب مجرد التفاخر، ولكن بهدف ربط عطائنا التاريخي بالتطور العالمي للمعرفة العلمية الهادفة إلى إعمار الكون من أجل حياة أفضل للبشر جميعا، ومواصلة دورنا الإبداعي الرائد في المجالات العلمية المختلفة.وقد يمثل هذا الكتاب لنا نموذجا لرأب الصدع بين المعارف القديمة والحديثة، ليس لمجرد العودة إلى الجدور، ولكن لإضافة ما هو جديد في مجال العلوم الحديثة التي بدأت تتنبه إلى أهمية إضافة البعد الأخلاقي للعلم لاستخدامه لصالح البشرية، وحتى يعرف الجميع أن التطور الإنساني جهد عالمي تاريخي شامل تساهم فيه جميع الثقافات.وتكمن في ثنايا الكتاب أيضا إشارات إلى اتساع نطاق منابع المعارف، وأنها ليست قاصرة على المنهج العقلي التجريبي، رغم أهميته وضرورته؛ حيث إن الإنسان ظاهرة كونية تتضمن الجوانب المادية والروحية معا دون انفصال، والمعارف العقلية والحدسية نابعة من الوحي. وحيث إن المعارف التراثية لدى كثير من الشعوب الشرقية ظلت زمنا مديدا تحافظ على وحدة جميع المعارف المادي منها والروحي؛ فلم تعان من أزمة غياب الأخلاق التي يعاني منها العالم المعاصر في مجتمعات عاجزة عن كبح نشاطاتها المدمرة للبيئة وللإنسان.