| | |

كتاب الصراع الأبدي – قراءة في جدليات الصراع السياسي بين الصحابة وانقسام المواقف حولها لـ زكريا بن خليفة المحرمي

 

35187 1748عنوان الكتاب:  الصراع الأبدي – قراءة في جدليات الصراع السياسي بين الصحابة وانقسام المواقف حولها 

 

المؤلف: زكريا بن خليفة المحرمي 


المترجم / المحقق: غير موجود


الناشر: مكتبة الغبيراء


الطبعة: الأولى 1427 هـ / 2006 م


عدد الصفحات: 376


حول الكتاب:

لا شك أن القارئ سيفاجأ مستغربا عنوان الكتاب الذي يتحدث عن قضية تاريخية مضت أحداثها واندرس أشخاصها، وربما يسبق إلى ذهنه أن الكاتب يستخدم عنوانا براقا كنوع من الترويج لسلعة باتت زهيدة في زمن هجر فيه الكتاب وانطفأت فيه أنوار القراءة، بيد أن القارئ سيكتشف أن ” الصراع الأبدي ” كعنوان للفتن والصراعات التي بدأت في عصر الصحابة لم تقتصر على تلك الصراعات وآثارها الآنية في ذلك الزمان، بل تعدتها إلى تجليات صارخة في حياتنا وواقعنا ! ، إن كل ما تعانيه الأمة الإسلامية في حاضرها بل وكل ما عانته في ماضيها ليس إلا امتدادا طوليا للمحنة التي ألمت بالأمة نتيجة الصراع السياسي بين الصحابة من اللحظة التي فارق فيها النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم الحياة. يكفي القارئ الكريم معرفة أن كبار مفكري الأمة على مر العصور لم يستطيعوا مقاومة جاذبية هذا الصراع الذي يبتلع ما حوله كما تفعل الثقوب السوداء، وأنهم انخرطوا شعوريا ولا شعوريا بفضهم وفضيضهم في المشاركة في هذا الصراع المتمثل في الحرب الضروس بين المدارس الإسلامية المختلفة بسبب الخلاف حول مواقف الصحابة، كما أن الكثير من العلماء قد تم التنكر لهم داخل مدارسهم لمخالفتهم ما يعد مسلمة عند تلك المدارس، فالحاكم صاحب ” المستدرك على الصحيحين ” متهم بالتسيع، وابن جرير الطبري صاحب ” التفسير ” و ”التاريخ ”، وعلي شريعتي ومحمد حسين فضل الله متهمان بالتسنن.
ويتجلى الصراع الأبدي في مواقف المذاهب الإسلامية من بعضها البعض، فالسنة والإباضية يتهمون الشيعة بتكفير الصحابة وتقديس آل علي، والشيعة يتهمون السنة والإباضية بكراهية علي وأهل بيته، والشيعة والإباضية يتهمون  السنة بتقديس الصحابة، والسنة يتهمون الإباضية بتكفير عثمان وعلي، وهذا يتهم ذاك ، وذاك يتهم هذا، وهلم جرا، منذ أن قامت تلك المذاهب وإلى يومنا هذا، وفي عصر الإنترنت والفضائيات والهواتف المحمولة سخرت التكنولوجيا لخدمة تلك الحرب الشعواء ! ، فمواقع الحوارات الإسلامية حول قضايا الخلاف وخاصة قضية صراع الصحابة هي الأكثر انتشارا والأكثر ريادة بين غيرها من المواقع الدعوية ! ، وكأن الدعوة لا تبدأ إلا ممرغة بغبار ذلك الصراع الذي مزق وما يزال يمزق الأمة إلى فرق وطوائف وأحزاب متناحرة يكفر بعضها الآخر، ولعل الجميع شاهد تلك الندوات التي تقيمها إحدى المحطات الفضائية العربية حول بعض الصحابة أبطال الصراع ” الأبدي ”، فتلك الحوارات التكفيرية المليئة بالسباب والقذف هي اجترار للصراع ” الأبدي ” الذي عاشته الأمة وتجرعت غصصه وذاقت مرارته يوما بعد يوم طيلة الألف والأربعمائة عام الماضية.
 إذا ما فائدة هذا الكتاب الكتاب وقد ألفت آلاف الكتب والمقالات والقصائد عبر هذه القرون المتوالية، ولم تزد تلك المؤلفات الأمة سوى زيادة حدة المفاصلة المذهبية وتعميق هوة الخلاف بين المدارس الإسلامية المتعددة؟
 هذا الكتاب عبارة عن محاولة استكناه ذات أثر لاحق لفتنة الصراع المسلح بين الصحابة، هذا الاستكناه لا يقتصر على السرد التاريخي الصرف للأحداث مع أنه جزء أصيل من أصول الكتاب وفصوله وإنما يتعدى ذلك إلى تأسيس منهج كلي شمولي متكامل لتوجيه القراءة التاريخية نحو آفاق المعرفة السليمة والمنضبطة بعيدا عن رياح العاطفة وهياج التعصب والطائفية، فهو يستعرض المختلف فيه من المواقف وفق المتفق عليه من الأحداث والوقائع، كما أنه ليس كتاب ضبط وتدوين لأزمنة الوقائع التاريخية وأشخاصها بقدر ما هو بحث علمي شمولي لدراسة الشبهات المثارة حول أشخاص الصراع، بالإضافة إلى ذلك يحاول الكتاب قراءة موقف كل مدرسة من مدارس الأمة من تلك الأحداث وأشخاصها وفق قواعد تلك المدارس، ثم يزن تلك المواقف وفق المنهج الكلي المعتمد في القراءة التاريخية، ووفق منهج القواعد الكلية في تقويم الدلائل الشرعية التي ارتكز عليها كل طرف في بناء مواقفه الفقهية.
 
 

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *