كتاب الصراع على السلفية: قراءة في الأيديولوجيا والخلافات وخارطة الانتشار لـ د. محمد أبو رمان
عنوان الكتاب: الصراع على السلفية: قراءة في الأيديولوجيا والخلافات وخارطة الانتشار
المؤلف:د. محمد أبو رمان
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
الطبعة: الأولى 2016 م
عدد الصفحات: 240
حول الكتاب
تنظر كثير من النخب السياسية والمثقفة العربية إلى السلفيين كأنهم من كوكب آخر، لهم لغتهم وأفكارهم وتصوراتهم السياسية والثقافية المختلفة أو الغريبة تماما عن المحيط الاجتماعي والثقافي الذي يتم طرحه عبر وسائل الإعلام المختلفة.
لكن السؤال الذي يستحق الاهتمام اليوم هو فيما إذا كانت بالفعل هذه الأفكار السلفية هي الغريبة وغير المتداولة عن المحيط الاجتماعي والثقافي العام، أم أن العكس هو الصحيح؟ !
إذا نظرنا حولنا وتأملنا واقع المجتمعات والثقافة العربية اليوم سنخلص إلى ملاحظة مهمة تتمثل بانتشار الأفكار السلفية لدى قطاع واسع من الناس، أيا كانت الأسباب، فهنالك مؤشرات عديدة، تؤكد على أننا أمام انتشار نمط من التدين السلفي. فليس السلفيون غرباء أو مستغربين، بل لا نبالغ إن قلنا إن هنالك حالة ممتدة متوسعة من التسلف في العالم العربي. وإذا كانت السلفية بمنزلة الثقافة الدينية السائدة في كثير من دول الخليج، فهي اليوم حالة قائمة قوية منتشرة في المجتمعات العربية، فيما تعاني ((العلمانية)) ومثقفوها من التراجع والانحسار مع المد الإسلامي، الطي بدأ يأخذ شطر كبير منه في الأعوام الماضية ((طابعا سلفيا)).
ربما يذكرنا هذا المد السلفي بعبارة طريفة لأحد شيوخ السلفية في مصر، وهو ( أبو إسحاق الحويني)، عندما استهجن استغراب الإعلاميين والنخب المثقفة في مصر من هذا الحضور السلفي، بعد ثورة 25 كانون الثاني / يناير 2011، إذ قال (( يسألوننا أين كنتم من قبل ؟ ! جوابنا لهم أنكم كنتم في زحل، ولم تكونو ترون الناس في الأسفل)) !
ليس الأمر بحاجة إلى كبير عناء لإثباته فلم يكن قد مضى على تأسيس حزب النور السلفي سوى بضعة أشهر حتى خاض السلفيون معركة الانتخابات التشريعية المصرية، وكشروا حزبا عريقا مثل حزب الوفد، الذي كان أحد أكبر الأحزاب المصرية وأقدمها؛ أو عندما ننظر إلى المشهد العربي اليوم لنرى السلفيين هم الأكثر فعالية في الثورة السورية، أو حتى في دول عربية أخرى. فالسلفية ثقافة قوية في العالم العربي، تمتد إلى الاتجاهات الأخرى، حتى إن باحثا متخصصا في الحركات الإسلامية في مصر، وهو حسام تمام ألف كتاب عن ”تسلف الإخوان”، أي انتشار الأفكار السلفية في داخل جماعة إسلامية عريقة ممتدة، مثل جماعة الإخوان المسلمين. وما علينا ملاحظته هنا أن الانتشار ليس للسلفيين بوصفهم جماعات أو مجموعات أو اتجاهات تتخذ العباءة السلفية عنوانا لها، بل الأهم من ذلك هو انتشار الأفكار والتصورات والثقافة السلفية في المجتمعات العربية والمسلمة اليوم !