الفكر | 2002 | العلوم السياسية | علي حرب
كتاب العالم ومأزقه : منطق الصدام ولغة التداول لـ علي حرب
كتاب العالم ومأزقه : منطق الصدام ولغة التداولالمؤلف : علي حرب اللغة : العربية دار النشر : المركز الثقافي العربي سنة النشر : 2002 عدد الصفحات : 195 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
هذه قراءة في المشهد العالمي، بتحولاته وانفجاراته التي تضع الإنسان أمام مأزقه، كما تشهد مصائر الأعمال البشرية والمشاريع الحضارية، بكوارثها وانهياراتها. والقراءة في المشهد، بعد تفجيرات أيلول، هي بجانب من جوانبها، تأمل في الحدث ومفاعيله التي صدمت العقول وأسهمت في تغيير صورة العالم. والكارثة لم تنزل من السماء. ولكنها حصيلة لما سبقها من تراكمات وتفاعلات بقدر ما خلّفت بعدها من آثار وتداعيات. وإذا كان من المهم معرفة الجهة التي سببتها، فالأهم والأخطر، أن الإنسان هو صانعها مع مفتتح هذا القرن. ولذا فهي لا تعبّر عن صراع الحضارات بقدر ما تشهد على العجز عن مواجهة العنف الذي تتقنه البشرية أكثر من أي يوم مضى.
وتلك هي الخديعة المزدوجة: ما حدث في الولايات المتحدة ليس من قبيل التضليل الإعلامي، ولا هو مجرد صدام بين الغرب والإسلام أو بين أميركا والعرب. انه بالأحرى صراع الحلفاء بقدر ما هو تعبير عن إفلاس البشر في تدبر مشكلاتهم وقيادة مصائرهم. بهذا المعنى لسنا ضحايا بعضنا البعض كما يعتقد أصحاب نظرية الصدام والأصوليون على الجانبين، بقدر ما نحن ضحايا عقلياتنا ومفاهيمنا واستراتيجياتنا. في أي حال أن البشرية تنخرط، منذ زمن، في واقع يتغير بصورة متسارعة لكي ينتج الأزمات والكوارث الاجتماعية والاقتصادية أو الأمنية والبيئية. مما يجعل القراءة في المشهد الراهن عبارة عن خطاب في الأزمة، حول ما يلغم المساعي والبرامج، لكي يولد الصدمة والخيبة. ولا مراء أن الأزمة في العالم العربي هي مضاعفة، من حيث العجز عن معالجة المشكلات المزمنة والإخفاقات المتراكمة المتعلقة بقضايا التحديث والتنمية أو المعرفة والحرية.
والكلام على الأزمة يجري على مستويين متداخلين: على سبيل التشخيص والتوصيف، تحليلاً وكشفاً أو تعرية لما ينتج المأزق من الرواسب والمسبقات أو الثوابت والمطلقات فضلاً عن الادعاءات والتهويمات، ثم على سبيل العلاج والتدبير، تركيباً وتحويلاً أو تجاوزاً، من أجل تجديد شبكات الفهم والتأويل أو منظومات القيم والمعايير. وفي هذا السياق بالذات تندرج الأطروحة التداولية، بوجهيها الفكري والاجتماعي، أي بما هي إطار للنظر يتغير معه مفهومنا للمجتمع بقواه وفاعلياته، وبما هي أداة للعمل تسهم في تغيير الهندسة الاجتماعية بأبنيتها وروابطها. من هنا الأهمية التي تكتسبها صيغة “المجتمع التداولي” كما يطرحها هذا الكتاب سيما بعد استهلاك أو إفلاس الشعارات المتعلقة بالمجتمع المدني والديموقراطية وحقوق الإنسان، سواء في المجتمعات العربية، أو بينها وبين المجتمعات الغربية. والكاتب لا يخفي بأن كتابه هذا الذي يتحدث عن المشهد بمفردات الأزمة والكارثة، يضم مقالات أعدت قبل صدمة نيويورك وهو لا يعني أن مقالاته تنبأت بما حدث على سبيل الرجم بالغيب، وإنما يعني أن فهم الحاضر الماثل والواقع الراهن هو الذي يتيح درء المخاطر واستباق المستقبل الداهم، في مواجهة الطوباويات الخادعة والعقلانيات المستهلكة، أو في مجابهة الأصوليات القاتلة والأدلوجات المستحيلة.
وتلك هي الخديعة المزدوجة: ما حدث في الولايات المتحدة ليس من قبيل التضليل الإعلامي، ولا هو مجرد صدام بين الغرب والإسلام أو بين أميركا والعرب. انه بالأحرى صراع الحلفاء بقدر ما هو تعبير عن إفلاس البشر في تدبر مشكلاتهم وقيادة مصائرهم. بهذا المعنى لسنا ضحايا بعضنا البعض كما يعتقد أصحاب نظرية الصدام والأصوليون على الجانبين، بقدر ما نحن ضحايا عقلياتنا ومفاهيمنا واستراتيجياتنا. في أي حال أن البشرية تنخرط، منذ زمن، في واقع يتغير بصورة متسارعة لكي ينتج الأزمات والكوارث الاجتماعية والاقتصادية أو الأمنية والبيئية. مما يجعل القراءة في المشهد الراهن عبارة عن خطاب في الأزمة، حول ما يلغم المساعي والبرامج، لكي يولد الصدمة والخيبة. ولا مراء أن الأزمة في العالم العربي هي مضاعفة، من حيث العجز عن معالجة المشكلات المزمنة والإخفاقات المتراكمة المتعلقة بقضايا التحديث والتنمية أو المعرفة والحرية.
والكلام على الأزمة يجري على مستويين متداخلين: على سبيل التشخيص والتوصيف، تحليلاً وكشفاً أو تعرية لما ينتج المأزق من الرواسب والمسبقات أو الثوابت والمطلقات فضلاً عن الادعاءات والتهويمات، ثم على سبيل العلاج والتدبير، تركيباً وتحويلاً أو تجاوزاً، من أجل تجديد شبكات الفهم والتأويل أو منظومات القيم والمعايير. وفي هذا السياق بالذات تندرج الأطروحة التداولية، بوجهيها الفكري والاجتماعي، أي بما هي إطار للنظر يتغير معه مفهومنا للمجتمع بقواه وفاعلياته، وبما هي أداة للعمل تسهم في تغيير الهندسة الاجتماعية بأبنيتها وروابطها. من هنا الأهمية التي تكتسبها صيغة “المجتمع التداولي” كما يطرحها هذا الكتاب سيما بعد استهلاك أو إفلاس الشعارات المتعلقة بالمجتمع المدني والديموقراطية وحقوق الإنسان، سواء في المجتمعات العربية، أو بينها وبين المجتمعات الغربية. والكاتب لا يخفي بأن كتابه هذا الذي يتحدث عن المشهد بمفردات الأزمة والكارثة، يضم مقالات أعدت قبل صدمة نيويورك وهو لا يعني أن مقالاته تنبأت بما حدث على سبيل الرجم بالغيب، وإنما يعني أن فهم الحاضر الماثل والواقع الراهن هو الذي يتيح درء المخاطر واستباق المستقبل الداهم، في مواجهة الطوباويات الخادعة والعقلانيات المستهلكة، أو في مجابهة الأصوليات القاتلة والأدلوجات المستحيلة.