رجب بودبوس | العولمة | الفكر
كتاب العولمة بين الأنصار والخصوم لـ د.رجب بودبوس
كتاب العولمة بين الأنصار والخصوم اللغة : العربية دار النشر : مجلس الثقافة العام سنة النشر : 2011 عدد الصفحات : 175 نوع الملف : مصور |
حول الكتاب
“لكي يباع الشقاء يكفي أن نجد لذلك صيغة” هكذا غني ليوفيري، يبدو أنه تم العثور على الصيغة التي تسمح بتسويق الشقاء: العولمة، لكن للعولمة أنصار، يرونها تطوراً إيجابياً لصالح كل البشرية، بل هي، في نظرهم، قمة التطور، والتحول إلى ما بعد البشرية. عندما يتوقف مسار التاريخ، وينتهي، فلا يصير الزمان إلا تكراراً، والإنسان ليس إلا نسخة من إنسان اليوم. أنصار العولمة يدعمون رأيهم بأن نظرة خاطفة على حجم الأعمال في العالم، البالغ 2100 مليار دولار، عام 1998، يبرهن على ثراء البشرية وازدهار الحياة، أضف إليها حجم الاستثمارات الدولية، التي بلغت في نفس العام 644 مليار دولار، لنخلص إلى أن البشرية لم تكون يوماً أكثر ثراء مما هي اليوم. العولمة تبشر، هكذا، بمزيد من الثراء، واتساع الاستثمار، وهذا بالضرورة في صالح البشرية. أما السلبيات التي ترافق العولمة، فهي في نظر أنصار العولمة ليست إلا أموراً عرضية، يطلبها كل تطور عرفته البشرية، هذه الحجج ليست مقنعة بالنسبة لخصوم العولمة، حجم الأعمال البالغ 2100 مليار دولار يعود عملياً إلى مئة شركة تفرض قانونها الإقتصادي على العالم، توتا ليتارية السوق الإقتصادي هذه يمكنها تدمير اقتصاد بلد في لحظات. هذا إذن لا يعني ثراء البشرية، العولمة، بدلاً من أن تبشر بالتوسع وانتشار الاستثمار، فإنها تقود على العكس إلى الاحتكار، المئة شركة اليوم، يمكن أن تتقلص غداً إلى تسعين، ثمانين.. الخ. حمى الاندماج بين الديناصورات بالكاد بدأت. وهم التوسع والانتشار بفضل العولمة يتأسس واقعياً على الاحتكارات. الشركات المتجاوزة للوطنيات صنعت العولمة، ذلك لأن التأرجحات الحرة للرأسمال خارج الحدود الوطنية تسمح باستخدامه الأقصى، لكنها تخشى العولمة، هكذا بدأت الاندماج استعداداً للمعركة في ساحة العولمة. وبين الأنصار المهللين، المادحين، المسبحين بحمد العولمة، الذين يصورون سلبياتها، يضطرهم الواقع إلى الإعتراف بها، إيجابيات قادمة، أو على الأقل ثمناً لازماً للتطور والتقدم، متجاهلين، ربما عمداً، السؤال: تقدم وتطور من؟! وبين خصوم العولمة، الرافضين لها جملة وتفصيلاً، القلقين من نتائجها، يقف الموضوعيون، ليس في أنهم بين القبول والرفض، وإنما في أن منطلقهم يريدونه موضوعياً: يحللون، يدفعون الظاهرة إلى الإفصاح عن نتائجها، ويتركون الحكم عليها معلقاً، لكن النتائج التي يستلصونها تجعلهم أبعد عن أنصارها من قربهم من خصومها.