كتاب الفلسفة العربية المعاصرة لـ مجموعة من الأكاديميين العرب
كتاب الفلسفة العربية المعاصرة |
عنوان الكتاب: الفلسفة العربية المعاصرة – تحولات الخطاب من الجمود التاريخي إلى مآزق الثقافة والإيديولوجية
المؤلف: مجموعة من الأكاديميين العرب
تحرير : د. إسماعيل مهنانة
الناشر: منشورات ضفاف – منشورات الاختلاف – دار الأمان – الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة
الطبعة: الأولى 1435 هـ / 2014 م
عدد الصفحات: 878
حجم الكتاب : 29.2 ميغا
حول الكتاب
كتب صلاح فليفل الجابري تحت عنوان “محمد باقر الصدر، فلسفة الحداثة في مقاربات جدلية يقول: يقف محمد باقر الصدر في معظم أطروحاته الفكرية والفلسفية المقابل النقدي لفكر الحداثة الأوروبية، وبالتأكيد يتقاطع مع المنطق الجديد لفكر ما بعد الحداثة، ولم تجر محاولة إجراء حوار جدي نقدي بين فكر الصدر وأفكار الحداثة وما بعد الحداثة، ولا إمعان دقيق في الموافقات التي يمكن أن توجد في بعض المسارات الأبستمولوجية والتاريخية بين هذين الفكرين المتقابلين، ولم تحظ أفكار الصدر بمقارنة نقدية تمنحها قيمة عليا قبال الفكر الحداثي لدى هيجل وماركس وما بعدهما.ومن هذا المنطلق، وجدنا من المهم أن نجري ذلك الحوار، في جزء من جوانبه الواسعة، هو ذلك الجزء المتعلق بالتطور المعرفي والتاريخي وكيف فهمه الصدر، مقابل الفهم الحداثي المستمد من هيجل وماركس، أو نقادهما…وهكذا يحاول الباحث تسليط الضوء على هذا الجزء من فلسفة الحداثة لدى الصدر الذي يستند إلى موقف معرفي، لا بطريقة السرد التاريخي وإنما بطريقة المقارنة النقدية، ليبين ومن حيث البدء بأن الصدر، وبلا شك، هو مفكر إيديولوجي، ومن مميزات التفكير الإيديولوجي التطلع إلى يوتوبيا مستقبلية إستناداً إلى منطق تحولي، كما لدى هيجل، وماركس، حيث حاول كل واحد منهما وضع مبادئ تغيير العالم من حالة الركود الحضاري إلى حالات أرقى في مسلم التطور الذي يعد لديهم سنة كونية طبيعية تعمل خارج إرادة الإنسان.يتابع الباحث ما تميزت به الفلسفة الغربية من خلال هيجل، ماركس وهابرماز، والمنحى الحداثي في فكر هؤلاء وصولاً إلى القول، وفي مجال المقارنة مع فلسفة الحداثة لدى الصدر، أنه وفي غضون جدل الحداثة وما بعد الحداثة في أوائل الستينيات وما بعدها، حول فشل عقل التنوير في تحقيق أهدافه يعيد الشهيد الصدر صياغة الفلسفة العالمية صياغة كلية، ويركب رؤية ميتافيزيقية واقعية إستشراقية، تضفي على الفلسفة أكثر من دورها النقدي الأدائي، وتتجاوز بها مستوى الأداة إلى مستوى المضمون التغييري الذي يستشرف معطى مستقبلي إرتقائي، وأكثر الأفكار إثارة لدى الصدر هو كيفية ربطه للميتافيزيقي بالواقعي، وأحداث عملية تغيير تاريخي داخل الواقع الإجتماعي بفعل عوامل ميتافيزيقية.وهكذا يمضي الباحث في مقارباته الجدلية في فلسفية الحداثة لدى محمد باقر الصدر في كل في المسار الفلسفي المعرفي الأبستمولوجي والتاريخي والإجتماعي لينتهي إلى القول بأن الطريقة النقدية للصدر قد تميزت بالطابع العقلاني المستند إلى المنطق الصوري، وافتقرت بشكل واضح إلى البعد الإجتماعي – السياسي في متابعة مسار الأفكار في الفكر الغربي، ولذلك كان من الصعب على الباحث مقارنتها بأفكار فلاسفة الحداثة، وما بعد الحداثة التي استندت إلى الكشف عما هو تاريخي وزمني في ما هو ميتافيزيقي، ومضيفاً بأن الحلول التي يقدمها الصدر لم تكن نتيجة تأمل فلسفي إستنباطي أو إستقرائي، وإنما كانت حلولاً جاهزة، مستمدة من الدين بشكل مباشر، فحل المشكلة الإجتماعية والمشكلة الإقتصادية مرهون بوجود قاعدة دينية روحية أخلاقية تسيطر على المحتوى الفكري للذهن البشري، وتمارس توجيها ذاتياً إرادياً، أو خارجياً قسرياً للمارسة العلمية في الحياة.وهذا الحل سيتسبب في مشكلات كبيرة في الممارسة السياسية فيما يخص أفق الحرية والديموقراطية وأشكال الإختيار، ويمكن القول بأن الباحث مضى عميقاً في بحثه هذا حول فلسفة الحداثة لدى محمد باقر الصدر، وتجدر الإشارة إلى أن سائر أبحاث هذا الكتاب اتسمت بهذا الطابع الذي يتحرى الدقة من خلال إتباع منهج علمي تحليلي معمق، وأما الإشكالية التي وجدت هذه الأبحاث الفلسفية المجموعة من الأكاديميين العرب الذين اشتركوا في صنع هذا الكتاب فهي إشكالية تحولات الخطاب من الجمود التاريخي إلى مآزق الثقافة والإيديولوجيا في الفلسفة العربية المعاصرة.