كتاب الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى
عنوان الكتاب: الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى
المؤلف: الشيخ كامل محمد محمد عويضة
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: دار الكتب العلمية
الطبعة: الأولى 1995 م
عدد الصفحات: 150
حول الكتاب
تمتاز الفلسفة المسيحية بمجموعة من السمات هي:
- إن الفلسفة المسيحية ترى أن العقل أمر ضروري لاكتمال الإيمان. فلا يكفي أن أؤمن فقط، بل ينبغي علي أيضا أن أعقل ما آمنت به من قبل. ولقد رأينا أن نفرا من المسيحيين آمن بما وصل إليه اليونانيون لا لشيء إلا لأن معرفة الله جائزة بالعقل، كما أنها قائمة بالنقل. ثم إن العقل يبحث بطبيعته عن الحقيقة، والحقيقة تكمن في المسيحية. لهذا فإن الإيمان ينشد العقل ويجذب إليه.
- أما ما يميز الفلسفة المسيحية هي أنها فلسفة دينية في المقام الأول !! أوضح ذلك بالقول: إن المشاكل التي تبحثها الفلسفة بوجه عام تتعلق بالله والعالم والإنسان. لكن الفلسفة المسيحية تجعل نقطة انطلاقها الله فحسب: اثبات وجوده، حقيقة صفاته، علاقته بالإنسان، الخلاص، علاقة العالم بالله. أي أن كل الأبحاث التي يبدو أن لها مسحة بفكرة الألوهية. معنى هذا أن كل مشاكل الفلسفة المسيحية محدودة إذا ما قورنت بمشاكل الفلسفة بوجه عام. فلن تجد في المسيحية أبحاث خاصة بالمنطق مثلا وبفلسفة العلوم أو مناهج البحث أو بالطبيعة من حيث هي … لقد كان جل همها النظر العقلي في الإنجيل وتعقيل النصوص الدينية والدفاع عنها ومحاولة كسب احترام العقل وتقديره لمنطق القلب.
- السمة التي تميز الفلسفة المسيحية هي أنها مرتبطة ارتباطا كليا بالدين المسيحي. بمعنى أن النظر العقلي في الدين المسيحي مصطبغ بالصبغة المسيحية. فليس ثمة، حينئذ، فرق بين منطق الوحي وبين منطق العقل. فمبادئ العقل مستمدة من النص الديني والعقل الذي هو النوس جزء من الدين أليس هو الكلمة !! لذلك فإن كل فيلسوف مسيحي ينبغي أن تكون فلسفته مسيحية (( فالفلسفة المسيحية تطلق على كل فلسفة تنظر إلى الوحي المسيحي بوصفه عاملا مساعدا لا غنى عنه للعقل رغم أنها تبقي على النظامين متميزين من الناحية الصورية.
لهذا فإن الفلسفة المسيحية علم وفن، نظر وتطبيق، رأي وعمل بحسب هذا الرأي. فالعلم لا ينفصل عن العمل.