كتاب الفلسفة والإرهاب لـ د. علي عبود المحمداوي
عنوان الكتاب: الفلسفة والإرهاب : أو في سلم السؤال وعنف الجواب
المؤلف: د. علي عبود المحمداوي
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: منشورات ضفاف – منشورات الاختلاف
الطبعة: الأولى 2016 م
عدد الصفحات: 174
حول الكتاب
يأتي كتاب د. علي عبود المحمداوي الذي سماه ” الفلسفة والإرهاب ” في سياقه الطبيعي. في سياقه السياسي حيث لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت الإرهاب، وفي سياقه الفلسفي حيث تعيش الفلسفة نوعا من الكساد والتذمير الذاتي الذي يتولاه أصحابها. في السياقين معا تبدو مبادرات د. علي عبود ملفتة، كما تشير إلى ذلك جملة النشاطات المكثفة التي ينهض بها – وهي جهد لا تنهض به مؤسسات بكاملها – بحيوية شباب تشرب القول الفلسفي مع الكثير من رائحة البارود في مجال تكاد تكون الحرب تاريخا وجغرافية له. والفلسفة في زمن السلم ليست هي الفلسفة في زمن الحرب. ثمة مزاج يهيمن على ذائقة الفيلسوف في السلم أو الحرب. لكن أن تحافظ على رباطة الجأش فلسفيا في زمن الحرب والاستقطاب هي مهمة صعبة لا يحتملها إلا فيلسوف.
امتلك د. علي عبود هذه الجرأة وكذا اندفاعا قل أن تجد له نظيرا بهذه الجدية والجدوى. أقصد النهوض بأعمال موسوعية في حقل الفلسفة تستهدف تكريس الدرس الفلسفي العربي كجزء من الثقافة العربية. في زمن ألقى فيها المشتغلون في هذا الحقل كل أسلحتهم واستسلموا للإنشاء اليومي. جدوى الفلسفة في زمن انتهاك السيادة واحتلال الأرض والزمان الثقافي. مما يؤكد أننا أمام جيل عراقي مختلف، صعب المراس، لا يستسلم للاحتلال. فاحتلال الأرض يزول واحتلال العقل يتعذر زواله. وإذا كان لكل قول تاريخه ومكانه المرجعي والرمزي، فالعراق كان دائما هو الإقليم الذي عرف تنسيق كبرى الآراء الفلسفية. كل نشاط فلسفي هنا هو ربط الوشائج مجددا مع تاريخ مديد من العطاء. الفلسفة في العراق خلية نائمة، نومتها الديكتاتورية والقمع والإرهاب. والنهوض الفلسفي له هناك معنى اليوم: الثورة على ثقافة القهر والموت والإبادة. هي صوت الحرية إذن.
في هذا الكتاب الذي يمكن اعتباره من جهة ما تأريخا للجريمة المنظمة التي ارتكبت ضد الفلاسفة، ويمكن اعتباره انتصارا للفلسفة من حيث هي حقل للعقل والمعقول. كأنها صيحة في واد الحروب حيث يسود اللامعقول ويغيب العقل، على الأقل العقل النقدي. ولكنني سأجدها فرصة لأضع استدراكا آخر على هذه المطالب، أعني بذلك ليس الإرهاب الذي مارسه خصوم الفلسفة ضد الفلاسفة في تراثنا، بل الإرهاب الذي مارسه خصوم الفلسفة ضد الفلاسفة في تراثنا، بل الإرهاب الذي مارسه منتحلو الفلسفة في ثقافتنا العربية. حظ المتفلسفة من إرهاب بعضهم بعضا.