كتاب الفن الأوروبي لـ مايكل ليفاي
عنوان الكتاب: الفن الأوروبي من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر
المؤلف: مايكل ليفاي
المترجم / المحقق : فخري خليل
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى 2013
عدد الصفحات: 200
حول الكتاب
لقد نشأ عدد كبير من مدارس الرسم الإيطالية من العناصر المختلفة في كل مدينة. فالبندقية مثلا، باهتماماتها الشرقية، صارت بطبيعة الحال أكثر بيزنطية في نظرتها من فلورنسا. وفلورنسا التي حظيت لحسن حظها بحكم أسرة ميديشي لستين سنة منذ العام 1434، استأثرت بقلب النهضة بفضل قوتها الاقتصادية أولا، واستقرارها ثانيا. وحالما سقط حكم ميديشي انتقلت الزعامة إلى روما التي عادت آنذاك لتكون مركزا للبابوية المتجددة والقوية، والتي مثلت إحدى الفترات العظيمة للإنسانية.
في الفنون، ليس غريبا أبدا أن يظهر أسلوب جديد ليصاحب أسلوبا أقدم منه، ثم ليحل محله لاحقا. فتاريخ الصراعات المبكرة للانطباعية يقدم لنا مثلا ناطقا: كيف أن أفكارا جديدة، بعد أن تواجه بأقوى معارضة، تستطيع أن تفرض نفسها بحيث تصبح، في غضون نصف قرن أو نحوه، الأسلوب الأكاديمي المعترف به، ثم تزاح بدورها جانبا لتحل محلها رؤية طرية. إن ما يثير اهتماما فريدا في تاريخ الفنون في فلورنسا في الربع الأول من القرن الخامس عشر هو أن أسلوبين، وليس أسلوبا واحدا متفردا، كانا يسعيان لإثبات وجودهما في مواجهة الأنماط التقليدية. ففي القرن الذي سبق، كان جيوتو قد سلط رؤية أكثر إنسانية على فنون أوروبا الغربية : تشبيهات لمشاهد من الإنجيل، أو من حياة القديسين، تعتمد على حركات الممثلين الدرامية وتعبيرات وجوههم، والهيئات البشرية التي تؤدي أفعالها، وتجعلها أيسر فهما وحيوية، إنما تقوم بها من خلال الفورية لسجيتها الطبيعية.