كتاب الكتابة في الشرق الأدنى القديم من الرمز إلى الأبجدية
كتاب الكتابة في الشرق الأدنى القديم من الرمز إلى الأبجديةالمؤلف :سليمان بن عبد الرحمن بن محمد الذبيب اللغة : العربية دار النشر : الدار العربية للموسوعات سنة النشر : 2007 عدد الصفحات : 157 نوع الملف : مصور |
وصف الكتاب
إن النقاش حول أصل اللغة وأصولها ليس وليد الحضارة الغربية المعاصرة أو الاسلامية السابقة لها، بل يعود الى ما يزيد على الألفين والخمسمائة عام من اليوم.
وخرج النقاش حول هذا الموضوع بنظريتين رئيسيتين: أولاهما: المسماة النظرية اللاهوتية، والتي يستحسن تسميتها بالنظرية الدينية ومفادها أن اللغة هي إلهام هبط على الانسان فعلم النطق وأسماء الأشياء (وافي، بدون، ص 03) (1). وهذا القول أخذ به وتبناه أصحاب المعتقدات الدينية السماوية، واعتبروها توقيفية إلهية. أما ثانيتهما فهي النظرية التي سمى “النظرية الفلسفية” ومفادها أن اللغة استحدثت بالتواضع والإتقان وارتجال الألفاظ ارتجالاً.
وهاتان النظريتان كانتا متداولتين بين المهتمين حتى بدايات العصر الحديث، ومع تطور العلوم نتيجة للتقدم العلمي المذهل، ظهرت نظريتان دفعتا البعض الي نفي النظريتين السابقتين وإنكارهما، وهاتان النظريتان الجديدتان هما البيولوجية، والأنثربولوجية، فالأولى تفترض أن اللغة انحدرت شيئاً فشيئاً من تطور الحركات والأصوات التعبيرية العضوية الناجمة عن انفعالات الحيوان والإنسان، أي أن اللغة نشأت من تقليد الصيحات أو الضجة الطبيعية، كأن تكون الضجة الطبيعية محاكاة أصوات طبيعية، أو من أصوات تعجبية عاطفية صادرة عن دهشة أو فرح أو وجع أو حزن أو استغراب أو تقزز أو تأفف. أما النظرية الأنثربولوجية فتشير الى وجود علاقة متبادلة بين المصدر الصوتي وبين معناه، وأحياناً الى الأصوات المرافقة لجهد عضلي، والحركات التعبيرية، وكان أساسها اتجاه بعض الباحثين الى مراقبة ودراسة الكيفية التي ينتهجها الطفل في اكتسابه للغة.
هذا ما كان بالنسبة للغة، لكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة وهي الكتابة، التي يرى البعض أن التعريف الأمثل لها هو اعتبارها الوسيلة الثابتة للتعبير عن الفكرة، لكننا نرى الاشارة الى أن هذه الميزة التي كان العلماء يرونها في الكتابة وهي ميزة انتقال الكتابة عبر الزمان والمكان قد انتفت حالياً، فاللغة أيضاً صارت تحمل الميزة ذاتها من خلال الأشرطة التسجيلية، فنحن الآن نسمع خطباً للرؤساء والملوك تعود الى أكثر من قرن. لذا فاللغة مثل الكتابة تنتقل أيضاً عبر المكان والزمان. المهم أن اختراع الكتابة أنهى الى الابد عصر ما قبل التاريخ، فهي الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ (أو عصور ما قبل الكتابة التاريخية Pre-Historical Writing) والعصور التاريخية، وهي بمقولة أخرى الماء الذي يروي شجرة الحضارة ويعطي لها الاستمرارية).
وكما تعددت الآراء حول نشأة اللغة، فقد تعددت أيضاً الآراء حول نشأة الكتابة الوجه الآخر للغة. ويمكن حصر هذه الآراء في رأيين: الأول: أن يكون وراء هذه النشأة أمر رباني، والثاني: أن يكون وراءها عامل فلسفي.
وخرج النقاش حول هذا الموضوع بنظريتين رئيسيتين: أولاهما: المسماة النظرية اللاهوتية، والتي يستحسن تسميتها بالنظرية الدينية ومفادها أن اللغة هي إلهام هبط على الانسان فعلم النطق وأسماء الأشياء (وافي، بدون، ص 03) (1). وهذا القول أخذ به وتبناه أصحاب المعتقدات الدينية السماوية، واعتبروها توقيفية إلهية. أما ثانيتهما فهي النظرية التي سمى “النظرية الفلسفية” ومفادها أن اللغة استحدثت بالتواضع والإتقان وارتجال الألفاظ ارتجالاً.
وهاتان النظريتان كانتا متداولتين بين المهتمين حتى بدايات العصر الحديث، ومع تطور العلوم نتيجة للتقدم العلمي المذهل، ظهرت نظريتان دفعتا البعض الي نفي النظريتين السابقتين وإنكارهما، وهاتان النظريتان الجديدتان هما البيولوجية، والأنثربولوجية، فالأولى تفترض أن اللغة انحدرت شيئاً فشيئاً من تطور الحركات والأصوات التعبيرية العضوية الناجمة عن انفعالات الحيوان والإنسان، أي أن اللغة نشأت من تقليد الصيحات أو الضجة الطبيعية، كأن تكون الضجة الطبيعية محاكاة أصوات طبيعية، أو من أصوات تعجبية عاطفية صادرة عن دهشة أو فرح أو وجع أو حزن أو استغراب أو تقزز أو تأفف. أما النظرية الأنثربولوجية فتشير الى وجود علاقة متبادلة بين المصدر الصوتي وبين معناه، وأحياناً الى الأصوات المرافقة لجهد عضلي، والحركات التعبيرية، وكان أساسها اتجاه بعض الباحثين الى مراقبة ودراسة الكيفية التي ينتهجها الطفل في اكتسابه للغة.
هذا ما كان بالنسبة للغة، لكن ماذا عن الوجه الآخر للعملة وهي الكتابة، التي يرى البعض أن التعريف الأمثل لها هو اعتبارها الوسيلة الثابتة للتعبير عن الفكرة، لكننا نرى الاشارة الى أن هذه الميزة التي كان العلماء يرونها في الكتابة وهي ميزة انتقال الكتابة عبر الزمان والمكان قد انتفت حالياً، فاللغة أيضاً صارت تحمل الميزة ذاتها من خلال الأشرطة التسجيلية، فنحن الآن نسمع خطباً للرؤساء والملوك تعود الى أكثر من قرن. لذا فاللغة مثل الكتابة تنتقل أيضاً عبر المكان والزمان. المهم أن اختراع الكتابة أنهى الى الابد عصر ما قبل التاريخ، فهي الحد الفاصل بين عصور ما قبل التاريخ (أو عصور ما قبل الكتابة التاريخية Pre-Historical Writing) والعصور التاريخية، وهي بمقولة أخرى الماء الذي يروي شجرة الحضارة ويعطي لها الاستمرارية).
وكما تعددت الآراء حول نشأة اللغة، فقد تعددت أيضاً الآراء حول نشأة الكتابة الوجه الآخر للغة. ويمكن حصر هذه الآراء في رأيين: الأول: أن يكون وراء هذه النشأة أمر رباني، والثاني: أن يكون وراءها عامل فلسفي.