كتاب الكنيسة أسرارها وطقوسها لـ أ.د. عادل درويش
كتاب الكنيسة أسرارها وطقوسها |
عنوان الكتاب: الكنيسة أسرارها وطقوسها
المؤلف: أ.د. عادل درويش
المترجم / المحقق: غير موجود
الناشر: دار بلال ابن رباح ودار ابن حزم
الطبعة: الأولى 1433 هـ / 2012 م
عدد الصفحات: 781
حول الكتاب
وقد أرسل عيسى عليه السلام في وقت كان اليهود أحوج ما يكونون إلى من يأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم؛ فقد جرفتهم المادة واعمتهم الشهوات وسيطر عليهم الرياء وبعدوا بذلك عن روح الشريعة السماوية، فضلوا غيرهم وحادوا عن الصراط السوي.وقد تلخصت هذه الدعوة التي قام بها المسيح في الدعوة إلى الوحدانية المطلقة لله رب العالمين، وإلى أنه نبي مرسل لبني إسرائيل من قبل الله، كما دعاهم إلى التقرب إلى الله عزو جل، كما دعاهم للعمل بشريعة الله.ولقد سار أتباع المسيح على هذه الشرائع والتعاليم بعد المسيح عليه السلام إلا أن النصارى لم يثبتوا على الدين الصحيح إلا قليلا فحرفوا وبدلوا تعاليم الله، وجاءوا بتعاليم ومبادئ أطلقوا عليها بعد ذلك الطقوس والأسرار، تلك الطقوس والأسرار التي يبرأ المسيح عليه السلام منها كل البراءة.وترتب على هذا التحريف الأثر الخطير على الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام فبعد رفع المسيح عليه السلام أصاب النصرانية وأهلها ما أصابها من الاضطهادات والكوارث التي لحقت بها في العصور الأولى، تلك الاضطهادات التي أدت إلى ضياع الإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، مما دفع آباء الكنيسة ورجالها إلى نسخ أساطير حول شخصية عيسى، ووضعت المؤلفات العديدة اختار منها النصارى أسفار العهد الجديد – الأناجيل الأربعة ورسائل الرسل.وكان لبولس النصيب الأوفى في طمس معالم الديانة التي جاء بها عيسى عليه السلام وصياغة ديانة جديدة من الخرافات والوثنيات التي ورثها من الديانات القديمة. أما قسطنطين فقد قضى على البقية الباقية حتى أصبحت النصرانية مزيجا من الخرافات اليونانية والوثنية الرومية، والأفلاطونية المصرية، واليهودية المحرفة واضمحلت بجانبها تعاليم المسيح التي جاء بها وتلاشت كما تتلاشى القطرة في اليم، وصارت نسيجا جامدا من معتقدات وتقاليد لا تغذي الروح ولا تمد العقل ولا تشغل العاطفة ولا تحل معضلات الحياة، ولا تنير السبيل بل صارت بزيادات المحرفين وتأويل الجاهلين، تحول بين الإنسان والعلم والفكر، وأصبحت على تعاقب العصور ديانة وثنية لا تمت إلى المسيح عليه السلام بصلة.