كتاب المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي لـ روس إ.دان
كتاب المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي ” المواجهة المغربية للأمبريالية الفرنسية 1881-1912”المؤلف : روس إ.دان اللغة : العربية دار النشر : منشورات زاوية سنة النشر : 2006 عدد الصفحات : 335 نوع الملف : مصور |
وهي مرحلة تاريخية مهمة وحرجة، لأنها هي التي سبقت عهد الحماية ومهدت له وغيرت كثيرا من معالم الحدود الجنوبية الشرقية المغربية.
والكتاب في الأصل هو صياغة مزيدة ومنقحة لأطروحة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث روس إ. دان إلى جامعة وسكنسن عام 1968، بعدما قضى بضع سنوات في المغرب في أقاليم الرشيدية ووجدة وفجيج.
وقد نشر هذا الكتاب عام 1977 بلندن.لقد ظلت « المسألة المغربية» خلال السنوات التي مهدت للحرب العالمية الأولى حاضرة في الأدبيات التاريخية بشكل كبير، حيث عالج المؤرخون المهتمون بالقضايا الدبلوماسية بشكل عام المغرب كواحد من أهم العوامل التي شغلت بال وزراء الدول الأوروبية.
حيث كانت تقدم المغرب بنوع من التعميم والتنميط وتقول عنه أنه «مغرب الفوضى» أو «مغرب القرون الوسطى» ، هذا باستثناء بعض الكتابات التي تناولت التحولات الاقتصادية والاجتماعية العميقة التي عرفها المغرب خلال القرن التاسع عشر.
والتي ذكر المؤلف على رأسها، في مقدمة كتابه، كتاب جان لوي مييج «المغرب وأوروبا»، الذي سار على نهجه مؤرخون آخرون عالجوا تجربة المغرب في السنوات التي سبقت الحماية لا كعبء إضافي على المأساة الكبرى التي ظهرت في أوروبا، ولكن كحالة لدراسة التغير في المجتمع غير الغربي الذي هزته التأثيرات الخارجية.
ومن هذا المنطلق يقدم الباحث في هذا الكتاب دراسة مستفيضة لمواجهة المغاربة للغزو الأوروبي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (1881 – 1912 ) على مدى ثلاثة عقود يعرض فيها لأصول وأهداف ومراحل التوسع الفرنسي داخل الجنوب الشرقي المغربي، بهدف معالجة عقود الغزو الفرنسي كمرحلة من مراحل التاريخ الإفريقي، وليس بهدف دراسة الدبلوماسية الأوروبية أو الاستعمار الفرنسي.
ولذلك فإن هذا الكتاب هو أولا ،حسب صاحبه، «حول المؤسسات السياسية في إفريقيا الشمالية البدوية، وكيف كانت تشتغل تحت ضغط الغزو الأوروبي والتغلغل الاقتصادي.
وحول حركات المقاومة وأسباب فشلها، وحول استمرار شعوب العالم الثالث وتغيرها خلال المراحل المبكرة للعهد الاستعماري .
وهو ثانيا حول قبائل ومجتمعات الجنوب الشرقي المغربي وما قامت به عندما تقدمت إليها الجيوش الفرنسية».
وهو ما جعل مؤلفه يوزعه لى قسمين كبيرين، القسم الأول تحت عنوان «الجنوب الشرقي المغربي قبيل الغزو الفرنسي» ويتضمن أربعة فصول أساسية يتطرق في الفصل الأول منها لسكان أطراف الصحراء بالمغرب ويحدد جغرافية المنطقة بتضاريسها وأنهارها وعلاقة سكانها بالمخزن.
وفي الفصلين الثاني والثالث يقدم الجوانب الإثنوغرافية المتكونة من خمس جماعات من السكان في الجنوب الشرقي لعبت دورا أساسيا في الأحداث التي وقعت ما بين 1881 و1912 اثنتان منها قبيلتان رعويتان تغطي أراضيها معظم المنطقة وهما قبيلتا آيت عطا وذوي منيع. أما الجماعات السكانية الثلاث الأخرى فهي جماعات روحية مهمة.
ويتناول الفصل الرابع بتفصيل الشبكة التجارية التي كانت تربط القبائل وسكان واحات المنطقة بعضها ببعض وبالعالم الذي يقع خارج المنطقة شبه الصحراوية.
أما القسم الثاني المعنون بـ «الجنوب الشرقي المغربي والغزو الفرنسي» فيضم خمسة فصول، تغطي الفصول الأربعة الأولى منها أربع حقب زمنية كل واحدة منها تتوافق ومرحلة خاصة بتطور الأزمة في الجنوب الشرقي المغربي.
والتي تمتد من 1881 إلى 1912 ، لأن هذين التاريخين يؤشران على منعطفين مهمين في العلاقات القائمة بين سكان الجنوب الشرقي وبين الفرنسيين، الذين توغلوا في الجنوب الشرقي المغربي بعد ثورة بوعمامة في الغرب الجزائري، وذلك تحت ذريعة حماية الدولة الشريفية والتمهيد لأهداف استعمارية مقبلة.
ومن بين تلك الأحداث نذكر سقوط توات وفجيج ومعركة بوذنيب وغيرها من الأحداث التي رصدها الباحث الأميركي في كتابه بشكل دقيق، وذلك قبل أن يقدم في الفصل الخامس والأخير مجموعة من الملاحظات العامة حول طبيعة المواجهة والتغيير خلال المرحلة الأولية لتجربة الاستعمار في إفريقيا على ضوء حالة المغرب.
هذا بالإضافة إلى ملحق يضم العديد من الوثائق والمنشورات والخرائط والرسوم التي استقاها من العديد من الخزانات من بينها الخزانة العامة بالرباط وأرشيف ما وراء البحار في إكس أنبروفانس ومصلحة التاريخ العسكري في فانسين. ومجموعة من الاستجوابات التي تسنت له في فترة البحث التي قضاها بالمغرب في عمالتي الرشيدية ووجدة.
وفي تقديمه لهذا الكتاب ذكر المترجم أحمد بوحسن، الذي له السبق في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية وبإذن من مؤلفه، أن هذا الكتاب يعد من أبرز الأعمال الأساسية التي التفتت لسكان الجنوب الشرقي المغربي وكشفت عن حيوية هذه المنطقة قبل الغزو الفرنسي، والتي كانت تعرف حركة تجارية نشيطة بفضل الطرق التجارية المهمة التي كانت تخترقها وتلتقي فيها في اتجاهات مختلفة، نحو الشرق أو الغرب، أو نحو الشمال أو الجنوب.
وكشفت أيضا عن أثر الغزو الفرنسي للمنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.