كتاب المرآة لـ حمدان بن عثمان خوجة
كتاب المرآة |
عنوان الكتاب: المرآة
المؤلف: حمدان بن عثمان خوجة
تقديم وتعريب وتحقيق: د. محمد العربي الزبيري
الناشر: منشورات ANEP
الطبعة: 2006 م
عدد الصفحات: 276
حول الكتاب
إن كتاب ((المرآة)) هو، بالفعل الوثيقة ذات الأهمية، الموضوعة من قبل جزائري، التي وصلت إلينا والتي تشهد على هول الكارثة التي أوقعها الاحتلال الفرنسي على الجزائر العاصمة وما جاورها، بعد استسلام الداي حسين ورحيله إلى المنفى من قبل حتى أن يتخذ التدخل الفرنسي شكل استراتيجية غزو استدماري ممنهج لبلادنا.لقد سلم كتاب ((المرآة)) من التدمير والتخريب الشاملين اللذين طالا تراثنا قاطبة بما في ذلك، بل وخصوصا، تراثنا المكتوب، لأن حمدان خوجة نشره بباريس، باللغة الفرنسية، سنة 1833. إنه كتاب يمكن، بل يجب، قراءته بصفته شهادة على الغزو الاستدماري وإدانة لما كان عليه منذ مهلته الأولى : أي عملية إبادة للحضارة والتمدن لا يمكن أن تنجح إلا بفناء ساكنة الجزائر وإبادتها.إلا أنه لا ينبغي قراءة كتاب ((المرآة)) بصفته بيانا مناهضا للاستعمار وكفى. فبالنسبة لهذا الكرغلي المنتمي إلى الأقلية الحاكمة التركية، الذي سافر إلى أوروبا والذي كان يحسن الفرنسية والإنجليزية، إذا كان الاحتلال الفرنسي أمرا سلبيا على الإطلاق، فإن الإطاحة بالداي حسين، بفعل الاجتياح العسكري الفرنسي، يمكن أن تكون لها آثار إيجابية من حيث أنها تفتح المجال أمام إمكانية تحديث المجتمع الجزائري وانبعاثه وفق نمط الدولة الوطنية.إن مسعى حمدان خوجة وفكره السياسي في مجملها. إلى غاية ذهابه إلى المنفى بإسطنبول سنة 1836 والتحاقه بالرفيق الأعلى سنة 1842، كان يرومان تحقيق هدف ذي أبعاد ثلاثة، إعادة رسم استقلال الجزائر على أساس إقامة دولة وطنية ومباشرة حوار مع فرنسا يضع حدا لمواصلة حرب الإبادة ومباشرة تحديث المجتمع الجزائري.إن حمدان خوجة، بعيدا عن بعض ما نشهده حاليا من تخوفات وتشنجات، لا يخشى التحديث هذا، خاصة على المستوى الفكري والسياسي، بل إنه ينشده، ويتطلع إليه ولا يعتبر تحقيقه صعبا مستعصيا: ((وفي أثناء رحلتي إلى أوربا، درست مبادئ الحرية الأوروبية التي تشكل أساس الحكم التمثيلي والجمهوري، ووجدت أن هذه المبادئ كانت تشبه المبادئ الأساسية لشريعتنا إذا استثنينا فارقا بسيطا في التطبيق، وعليه فكل من يدرك الشريعتين إدراكا صحيحا يستطيع الموافقة بينهما.))لم يمتد العمر بحمدان خوجة حتى يشهد تجسيد الهدف الثلاثي الأبعاد هذا للجزائر. فجهوده في سبيل ترقية الوحدة الوطنية بإصلاح ذات البين بين أحمد باي، باي قسنطينة، والأمير عبد القادر باءت بالفشل، شأنها في ذلك شأن الحوار مع السلطات الفرنسية.لقد تعين مرور 130 سنة من الإبادة ومن إعادة تشكيل عموم مجتمعنا على وقع توالي ضربات النظام الاستدماري كي تنبثق أفكار حمدان خوجة أخيرا وتخرج من حجب ظلام ((الليل الاستدماري)). فقبلت الدولة الفرنسية، في مارس 1962، على أسس أخرى وبعد معاناة طويلة، قبلت على مضض الاعتراف بسيادة الدولة الوطنية الجزائرية واستقلالها، منصفة حمدان خوجة ضد الجنرال كلوزيل وصوت التحديث السلمي والإرادي ضد التحديث الحربي والإبادي.رجاؤنا هو أن يملأ، في 2005، صوت حمدان خوجة الأسماع في ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
بارك الله فيكم كتاب قيم يجب علينا قراءته