| | | |

كتاب المعرفة العلمية لـ عبد السلام بنعبد العالي ومحمد سبيلا

حول الكتاب
الفلسفة مضطرة لأن تكون مفتوحة تتلقى دروسها من العلم ولا تأتي إليه بأحكامها وإسقاطاتها، وإنما تحاول أن تتعقب خطواته كي تكون وعياً بالعقلية العلمية.
هذا التعقب هو ما يشكل صميم البحث الإبيستيمولوجي الذي هو جزء لا يتجزأ من الفعالية الفلسفية.

إلا أن ذلك لا يعني إطلاقاً أن يحل المشتغل بالفلسفة محل العالم الرياضي أو الكيميائي أو الفيزيائي، فيعيد بناء المعرفة العلمية، وإنما يعني، أساساً، أن عليه أن يقف عند المنعطفات الكبرى التي عرفتها بعض المعارف العلمية، تلك المنعطفات التي كانت مناسبات لإعادة النظر في البداهات والمطلقات.

ذلك أن البحث الإبيستمولوجي هو، في نهاية الأمر، محاولة نقدية لتقويض المفهومات الفلسفية التي تتحصن بالمعارف العلمية لتتشبث بالبقاء، وهو، من أجل ذلك، وقوف عند تحولات العقل العلمي، وتفتح على العلم وما ينفخ فيه من روح جديد.

ولعل أهم سمة من سمات تلك الروح الجديدة هو إثبات طابع اللامباشرة والإنفصال الذي أخذ يطبع العلم المعاصر، هذا العلم الذي غدا يضع الوضوح في التراكيب الإبيستيمولوجية وليس في تأمل منعزل لموضوعات مركبة، والذي أصبح يؤمن بالوضوح الإجرائي محل الوضوح في ذاته، وبالموضوع المبني بدل الموضوع المعطي، والحدس – النتيجة بدل الحدس – البداية، ليعلمنا أن التفكير العلمي سلسلة من القطيعات والإنفصالات، وأن التفكير، بصفة عامة، غزو وفعالية ونقد وإعادة نظر.

مناقشة الكتاب    ملف الكتاب    

كتب ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *