كتاب النخبة الفكرية والانشقاق لـ د. محسن الموسوي

المؤلف: د. محسن الموسوي

المترجم / المحقق :  غير موجود

الناشر:  وزارة الثقافة والفنون – قطر

الطبعة: 2015 م

عدد الصفحات:  171

حول الكتاب

كثرت الدراسات خلال عقد ونيف في موضوع (النهضة)، بين صفوف الأكاديميين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، لا سيما أولئك الذين جاءوا من أصول عربية، وليست هذه مصادفة اعتيادية وطارئة: فمر قرن أو أكثر على تلك الاندفاعة القوية في التأليف والمناقشة التي حفلت بها مجلات ودوريات عربية، كالجنان التي أصدرها بطرس البستاني في بيروت وبعدها المقتطف ليعقوب صروف، والتي استقرت لاحقا في القاهرة، والهلال لجرجي زيدان، ومن ثم الرسالة لأحمد حسن الزيات ولسان العرب للأب أنستاس الكرملي. وهناك صحف ومجلات أخرى كالمحروسة التي تولت فيها مي زيادة دورا بارزا، بصفتها مجلة أبيها أولا.

كان هؤلاء يعنون كثيرا بمشروع يتجاوز حركة الإحياء التي زاولها بعض رواد حركة النهضة، وبرز فيها الشيوخ، من أمثال إبراهيم اليازجي. لم تكن حركة اعتيادية، لكن طبيعة تكونها بقي إشكاليا: فهل هي محض حراك طبيعي جاء نتيجة للاحتكاك بالغرب وبأوروبا، منذ غزو نابليون وفريقه المعرفي لمصر؟ وهل كان لابد لها أن تتشكل جراء صدام مع أوروبا، لا سيما أن الاحتلال البريطاني لمصر جاء عاصفا قبيل امتدادات الحرب الأولى واتفاقية سايكس بيكو لتقسيم المنطقة بين الأطراف الرابحة في تلك الحرب (الكونية)؟ أم هل تتشكل حركات التحول من مجموعة من العوامل، تنتهي بمعادلات الأخذ المتباينة، في عملية أشبه ما تكون بالترجمة عن الثقافات الأجنبية؟ ولربما تكمن الإجابة في جميع هذه الأسئلة ، ولربما ينبغي لهذا الأمر أن يبقى إشكاليا يستزيد في القارئ والمؤرخ الرغبة في البحث والتنقيب والتساؤل، وهي من مواصفات الحراك الفكري.