كتاب الهجرة إلى الإنسانية لـ فتحي المسكيني
عنوان الكتاب: الهجرة إلى الإنسانية
المؤلف: فتحي المسكيني
المترجم / المحقق : غير موجود
الناشر: منشورات ضفاف
الطبعة: الأولى 2016
عدد الصفحات: 343
حول الكتاب
هناك فرق شديد بين الهجرة واللّجوء، وكنت قد اخترت الأمر عن عمد، أوّلا لرسوخ مقولة الهجرة في تراثنا الأخلاقي والتّاريخي واللّغوي أيضاً، في حين أن اللّجوء هو مشكل حديث، فلا يوجد لاجئون في الثّقافات القديمة، وربّما ظهر أوّل اللاجئين في التّاريخ بعد تعرّض جهاز الدّولة الأمّة، أو نمط المجتمع الحديث، للاهتزاز؛ وأشير هنا إلى النص الذي ترجمته لحنا أرندت (Hannah Arendt) (1906-1975) ”نحن اللاجئون”، وهو نص مكتوب إبّان أو بُعيد الحرب العالمية الثّانية، إذن نحن نتحدث عن لاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، عندما أصبح كل شخص مهددا باللّجوء، وهذا لا علاقة له بالهجرة، فهي أمر آخر. عندما تهاجر فأنت تهاجر من أفق ثقافة أو من أفق حياة لم يعد محتملاً، وهذا هو المعنى الذي أقرأ به هجرة النبي العربي مثلاً، فهو قد هاجر لأنه لم يعد يحتمل نوعاً من الأذى في سبيل ما يريد أن يقوله لأولئك الناس الذين ينتمي إليهم، ولست بحاجة أن أسمّيهم. فكل من يهاجر، إنّما يريد أن يقول إنّ شكلاً من أشكال الحياة لم يعد صالحاً في مكان ما. ولذلك، قلت الهجرة نحو الإنسانية وليس نحو أوروبا مثلاً.